كشف ممثل الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن “السفير ريتشارد ميلز” أن التحقيقات المتكررة التي أجراها فريق التحقيق المشترك بين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والأمم المتحدة، وفريق تحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية مؤخرًا، أثبتت أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا”.
وقال في كلمة ألقاها، أمس الخميس، إن النظام “مسؤول عن الفظائع المروعة والمعاناة الإنسانية بحق السوريين، وأن مجلس الأمن اجتمع عدة مرات، قبل وبعد اعتماد القرار 2118 بالإجماع عام 2013، لمناقشة الاستخدام المتكرر لنظام الأسد للأسلحة الكيماوية، وعدم تعاون النظام مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.
وأوضح أن “الاستخدام الهمجي للأسلحة الكيماوية هو تهديد أمني غير مقبول لجميع الدول، وعند استخدام هذا النوع من الأسلحة، يجب على جميع أعضاء هذا المجلس اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة الجناة”.
وأكد أن “روسيا، والصين، وإيران، يتشاركون جميعاً في مسؤولية استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية”، متسائلةً أنه “كيف يمكن لهذه الحكومات أن تدافع عن قصف نظام الأسد بقنابل السارين والكلور المدنيين بشكل متكرر، ويزعمون أنهم يدعمون المعايير الدولية ضد استخدام الأسلحة الكيماوية”.
ولفت إلى أن مجلس الأمن “لم يتمكن من محاسبة الأسد بسبب وجود أعضاء دائمين فيه يعملون على حمايته بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين السوريين، ويجب على هؤلاء الأعضاء تغيير موقفهم، الأمر الذي سوف يجبر النظام على تغيير سلوكه”.
وأضاف أنه “ليس من المستغرب أن يكون نظام الأسد غير مستجيب للقرارات الدولية، في ظل وجود دول داعمة له في مجلس الأمن كروسيا والصين”.
وأفاد بأن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، وقيد عمل المنظمات الإغاثية الإنسانية، في الوقت الذي يعاني فيه السوريون من الجوع، وأن الدول المجاورة تكافح لاستيعاب أعداد اللاجئين المتزايدة”.
وبيّن أن “الحكومات المسؤولة تتصرف بمسؤولية، وتعمل على تعزيز حقوق الإنسان ورفاهية مواطنيها، وتسعى للتعاون مع دول الجوار لتحقيق السلام والأمن والازدهار لبلدانهم، بالإضافة لامتثالهم للاتفاقيات الدولية، كـ اتفاقية الأسلحة الكيماوية، ونظام الأسد فشل في جميع هذه الالتزامات”.
وطالب “ميلز” أن “تقف الدول المسؤولة ضد ممارسات النظام ومؤيديه”، مؤكدةً أنه “يجب مواصلة الجهود في أماكن أخرى لمساءلة النظام، لأن روسيا والصين تعرقل عمل هذا المجلس وقراراته”.
وأكد أنه يجب “اتخاذ جميع الإجراءات المتاحة في مؤتمر الدول الأعضاء القادم لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وتوثيق جرائم النظام، وتسليط الضوء على سلوك داعمي نظام الأسد في كل مناسبة، ومساءلتهم عن دعمهم للأسد الذي قصف السوريين بالأسلحة الكيماوية”.
وأصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تشرين الأول الماضي، تقريرين منفصلين بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في كل من حلب وسراقب.
ونفى التقرير المزاعم التي ساقها نظام الأسد حول استخدام فصائل المعارضة للأسلحة الكيماوية في حي الخالدية ومحيطه بمدينة حلب في 24 تشرين الأول من عام 2018.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أصدرت تقريراً في تموز الماضي، حملت فيه نظام الأسد مسؤولية قصف مدينة اللطامنة بريف حماة عام 2017 بالأسلحة الكيماوية، وطالبت المنظمة تسليم الأسد للأسلحة الكيماوية.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا