جلال بكور
تُعَدّ منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي، جنوبيّ سورية، هدفاً شبه ثابت ومتكرراً لطيران الاحتلال الإسرائيلي، ودائماً يكون لها النصيب الأكبر من الغارات الإسرائيلية التي تستهدف النظام والمليشيات المدعومة من إيران على حد سواء.
وآخر الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، كانت عند منتصف الليلة الماضية، وطاولت مواقع لقوات النظام السوري والمليشيات التابعة له في الجبل.
وذكرت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أنّ القصف الجوي الإسرائيلي طاول مواقع للنظام والحرس الثوري الإيراني في المنطقة، إضافة إلى منطقة الرويحينة في ريف القنيطرة الجنوبي.
ومنطقة جبل المانع تقع تماماً في جنوب مدينة دمشق، ويبعد الجبل قرابة 20 كيلومتراً عن مركز مدينة دمشق، ويُعَدّ الحد الفاصل بين الغوطتين الشرقية والغربية، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة في المنطقة قرابة 1100 متر، وفيها قلعة أثرية تسمى قلعة النحاس.
وتوجد في تلك المنطقة عدة مدن وقرى، أهمها مدينة الكسوة وبلدة الدير علي وقرية الحرجلة، وفي محيطها توجد عدة قواعد عسكرية لجيش النظام السوري، أهمها قواعد منظومات الدفاع الجوي التي تُعَدّ خط دفاع أول عن مدينة دمشق.
ويُعَدّ الجبل من أعلى النقاط في محيط دمشق الجنوبي بعد قمة جبل الشيخ في ريف القنيطرة الواقع جنوب غربيّ محافظة ريف دمشق.
وتقع شمال جبل المانع منطقة السيدة زينب، وهي معقل للمليشيات الإيرانية، ويطل الجبل من الجنوب الغربي على مطار دمشق الدولي، كذلك يطل من الشرق على الطريق الدولي “أم 5” الواصل بين دمشق والأردن عبر محافظة درعا، ويُعَدّ الجبل أيضاً مشرفاً على منطقة صلة الوصل بين دمشق ودرعا جنوباً.
وقالت مصادر عسكرية مطلعة، لـ”العربي الجديد”: “تقع على جبل مانع قواعد عسكرية للنظام والحرس الثوري الإيراني، وقد تعرّض الجبل بشكل متكرر للقصف من قبل الطيران الإسرائيلي، لوجود قوات إيرانية وقواعد دفاع جوي فيه، فضلاً عن إشرافه على قواعد الفرقة الأولى واللواء 166 في منطقة الكسوة”.
وأكدت المصادر أن معظم أصوات الانفجارات التي تسمع في مدينة دمشق غالباً ما يكون مصدرها جبل المانع، إذ تطلق منه معظم الصواريخ المضادة الطيران، إلا أنها لا تكون ذات فعالية في مواجهة الغارات الإسرائيلية التي تشنها طائرات متطورة لا تقدر دفاعات النظام على مواجهتها.
وبحسب المصادر، فإنّ معظم قواعد النظام في الجبل غير مكشوفة تماماً، فقد اعتمد على حفر أنفاق وبلوكوسات (غرف مسبقة الصنع) في بنية الجبل من أجل إخفاء قواعده وحمايتها، ولا سيما أنظمة الدفاع الجوية التي تعتمد العربات المتحركة. كذلك يحوي الجبل قواعد لمنصات إطلاق صواريخ قصيرة وبعيدة المدى أيضاً.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصدر عسكري، إنه عند تمام الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة من ليل الرابع والعشرين من الشهر الجاري “قام العدو الصهيوني بتوجيه ضربة جوية من اتجاه الجولان السوري المحتل، باتجاه جنوب دمشق، واقتصرت الخسائر على الماديات”.
ولم يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تنفيذ غارات ضد أهداف في سورية.
وكانت مواقع للنظام والحرس الثوري الإيراني قد تعرضت، فجر الأربعاء الماضي، لقصف جوي إسرائيلي، وأعلن جيش الاحتلال توجيه ضربات إلى قواعد للنظام رداً على الانتشار الإيراني في الجنوب.
وخلال السنوات الماضية، تعرض النظام لعشرات الضربات من الطائرات الإسرائيلية، لكن تلك الضربات بقيت دون رد حقيقي من النظام أو حلفائه.
المصدر: العربي الجديد