محمد الأحمد
نفى الرائد يوسف حمود الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني” المعارض لـ”العربي الجديد” المزاعم الروسية حول قمع تظاهرة احتجاجية لسكان مدينة الباب شرق حلب شمال غربي سورية. مشيراً إلى أنه “لا صحة لما أورده ما يُسمّى مركز المصالحة الروسي عن وجود مظاهرة بمدينة الباب، وأنّ الفصائل قد قمعتها”. مضيفاً: “لا جديد في الكذب الروسي المعتاد الذي يقلب الحقائق، ويلفّق أخباراً لا أساس لها من الصحّة”.
وكان اللواء ألكسندر كاربوف نائب مدير مركز المصالحة الروسي، قد اتهم مساء أمس الأربعاء في بيانٍ لمركز المصالحة الروسي أن ما وصفهم بالمسلحين “قمعوا مظاهرة احتجاجية لسكان مدينة الباب شرق حلب، ما أوقع خمس إصابات في صفوف المدنيين”. مدعياً أن “نحو 150 شخصاً خرجوا للتظاهر في مدينة الباب بدعوات لانسحاب الفصائل الموالية لتركيا وعودة الأراضي لسيطرة دمشق”.
ولفت حمود إلى أن “روسيا ادعت قبل أسبوعين فتح بوابات لعبور المدنيين من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرة النظام، في كل من معبر أبو الزندين بالقرب من مدينة الباب شرق حلب، ومعبر الترنبة بالقرب من مدينة سراقب شرق إدلب، بعد ترويج أكاذيب عن طلبات قدمها مدنيون في المناطق المحررة للنظام تفيد بتدهور الأوضاع الصحية”، مؤكداً أنه “قبل يومين أغلقت القوات الروسية تلك البوابات التي لم تسجل عودة أي مدني إلى مناطق النظام، وذلك الأمر أدلى برسالة واضحة من سكان المناطق المحررة إلى روسيا، بأن الشعب لن يعود إلى سلطة من دمر منازلهم وقتل أبناءهم وهجرهم”.
في سياق منفصل، أُصيب ثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة عصر اليوم، إثر قصف صاروخي لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، استهدف الأحياء السكنية وسط قرية مريمين بالقرب من مدينة أعزاز شمال حلب، بحسب مصادر محلية.
وفي مدينة حلب، تبنت سرايا تُطلق على نفسها اسم “شباب حلب للمهام الخاصة” إحراق آلية نقل وإمداد “ميكروباص” تابعة لمليشيا “لواء القدس” الفلسطيني في حي مساكن هنانو وسط مدينة حلب، فيما أكدت مصادر لـ”العربي الجديد” أن استهداف الآلية كان أمام مقرٍ عسكري يتبع للمليشيا، صباح اليوم الخميس، دون وقوع أي خسائر بشرية في صفوف عناصرها.
شرقي البلاد، أرسلت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ظهر اليوم، تعزيزات عسكرية إلى قواعدها العسكرية المنتشرة في محافظتي دير الزور والحسكة شمال شرقي سورية، عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق قادمةً من إقليم كردستان، وذلك ضمن إطار تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة، بعد زيادة هجمات تنظيم “داعش” في الآونة الأخيرة، وظهور نشاطه في مواقع تُسيطر عليها “قسد”، الشريك الرئيسي التحالف في المنطقة.
وقال الناشط الإعلامي أحمد الشبلي لـ”العربي الجديد” إن التعزيزات عبارة عن رتل ضم نحو 40 شاحنة محملة بمعدات عسكرية، وعربات مصفحة، ومواد لوجستية، مؤكداً أن “30 آلية عسكرية من الرتل اتجهت نحو قوات التحالف الدولي المتمركزة في قاعدة الرميلان العسكرية شرق مدينة القامشلي، وتل بيدر شمال غربي الحسكة، و10 شاحنات اتجهت إلى دير الزور”. مضيفاً أن “هذه القافلة هي الأولى لقوات التحالف التي تدخل هذا الشهر إلى سورية، سبقها 12 قافلة دخلت منذ مطلع العام الحالي من العراق إلى ريف الحسكة عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق”.
وفي إدلب، قُتل طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، صباح اليوم الخميس، أثناء تواجده أمام منزله، إثر استهدافه بطلقة قناص من قبل حرس الحدود التركي في قرية المدلوسة المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا بالقرب من مدينة سلقين شمال محافظة إدلب.
ولا تزال قوات النظام والمليشيات المساندة له مستمرةً في خروقاتها ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها)، وأكد الناشط الإعلامي “محمد الضاهر” عضو “المركز الإعلامي العام” العامل في المحافظة وريفها أن “قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة الحي الشرقي في مدينة سرمين شرق إدلب، دون وقوع أي إصابة تذكر، بالإضافة لقصف مدفعي وصاروخي مستمر استهدف قرى جبل الزاوية وبلداته وسهل الغاب وأرياف اللاذقية الشرقية وحلب الغربية”. في غضون ذلك، أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” عن استهداف مواقع عسكرية لقوات النظام في قرية جوباس شرق إدلب، وذلك رداً على استهداف مدينة سرمين التي شهدت عودة للسكان في الأشهر الأخيرة، بالإضافة لتبني الغرفة قنص عنصر من قوات النظام على جبهة معرة موخص بالقرب من مدينة كفرنبل جنوب إدلب، وذلك إثر محاولته التسلل مع عناصر آخرين إلى نقاط المعارضة جنوبي المحافظة.
كما أرسل الجيش التركي أربعة أرتال عسكرية على دفعات متتالية خلال ساعات اليوم من معبر كفر لوسين العسكري شمال إدلب، إلى نقاطه ومعسكراته المنتشرة في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، ومعسكر المسطومة ومطار تفتناز شمال غرب إدلب، وضمت الأرتال شاحنات محملة بكتل اسمنتية، رافقتها عربات مصفحة وسيارات محملة بالأطعمة والذخائر.
وفي جنوبي سورية، اغتال مجهولون ملثمون، عنصراً سابقاً في المعارضة السورية المسلحة، إثر استهدافه بطلق ناري بالقرب من مؤسسة الإسمنت جنوب مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، تلاها بساعات حادثة اغتيال أخرى طاولت عنصراً من قوات النظام، إثر استهدافه برصاص مجهولين على الطريق الواصل بين مدينة نوى وبلدة الدلي شمال غربي محافظة درعا. وشهدت المحافظة في الآونة الأخيرة عدة حوادث اغتيال طاولت مدنيين، وعسكريين في النظام السوري وفصائل المعارضة السورية، في مشهد مستمر منذ توقيع اتفاق التسوية في صيف العام 2018.
المصدر: العربي الجديد