ريان محمد
انطلقت حملة مناصرة إلكترونية لرفع الوعي حول المفقودين والناجين من الاعتقال السوريين، والتعريف بالإطار القانوني للقضية، وتشجيع المجتمعات المحلية على تأدية دور فاعل في دعمهم ومناصرتهم، ودعت شبكة “أصوات لأجلهم”، أمس الثلاثاء، إلى المشاركة في الحملة، عبر وسم #أصوات_لأجلهم، ضمن مشروع تموله اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP).
وقال عضو اللجنة الإعلامية في الشبكة، مهيمن السهو، لـ”العربي الجديد”، إنها “ستستمر قرابة أسبوع، وهي حملة مناصرة تستخدم منصات التواصل للترويج مراعاة لظروف القيود التي يفرضها كوفيد- 19″، مشيرا إلى أن “شبكة (أصوات من أجلهم) تأسست في عام 2019، وتضم ناشطين حقوقيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، وعدداً من ذوي المفقودين، وعدداً من الناجين من الاعتقال، وتعني بشكل أساسي العمل على دعم قضاياهم، ورفع الوعي المجتمعي حولها، وتعزيز الروابط المجتمعية، ودعم تشكل الشبكات المجتمعية التي تعنى بالقضية”.
وبيّن أن “المحتوى الذي ستنشره الحملة يضم فيديوهات، وإنفوغراف، وقصص وتجارب ذوي المفقودين، ومقالات أكاديمية عن القضية، وكله من إعداد فريق عمل الشبكة”.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة “مدنيون للعدالة والسلام”، فراس المصري، لـ”العربي الجديد”، إن “هذه الحملات مهمة، ويجب استمرارها، ولتكون ناجحة يجب أن نحقق مخرجات قابلة للقياس، فالحملة أداة إن تحققت الغاية منها يجب البحث عن طرق جديدة، وخاصة فيما يخص المعتقلين والمغيبين، إذ لا توجد نتائج تذكر من جراء تعنت النظام، وعدم جدية المجتمع الدولي الذي يتعاطى مع هذه الحملات بحسب مصالحة ورؤيته، وهذا ينعكس على الاستجابة، وقياس نجاح الحملة يكون بعدد المعتقلين والمغيبين الذين يتم إخراجهم من المعتقلات”.
وأضاف المصري: “الحملات لا توجه بشكل مباشر إلى النظام، وإنما عبر مسارات التفاوض والوسطاء، وخاصة مكتب المبعوث الأممي، ويتمثل الإنجاز في تبادل المعتقلين بين أطراف الصراع العسكري، وأحد مخرجات الضغط هو إصدار شهادات وفاة دون أن يتم تسليم الجثث، وهذا لا يرقى لمطالب السوريين بإطلاق سراح جميع المغيبين والمعتقلين”.
من جانبه، قال مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، إن “حملات المناصرة لملف المعتقلين دائماً ما تحمل عدة أبعاد، أولها التذكير بالملف بهدف مواصلة المطالبة لعدم وجود إنجاز يذكر، والحملات ضرورة للتأكيد على فشل المسارات الدولية في إنجاز أي حل، كما أنها مهمة لعائلات المعتقلين والمغيبين، على الرغم من عدم وجود فاعلية كبيرة لها”.
ويظل ملف المعتقلين والمغيبين السوريين من أكثر الملفات أهمية نظرا لأعدادهم الكبيرة، إذ شهدت السنوات العشر الأخيرة حملات اعتقال وتغييب واسعة رداً على خروج مظاهرات مناهضة للنظام، ومطالبة بالحرية والكرامة، واستخدم النظام لقمعها العنف المفرط، فضلا عن مغيبين ومعتقلين منذ ثمانينيات القرن الماضي يتكتم النظام على مصيرهم إلى اليوم.
المصدر: العربي الجديد