براءة الحمدو
المصارحة من الكلام الراقي الذي يخاطب العقل
ويؤثر في النفس … وبعيداً عن ثوب المجاملة
فالطرح حاضر، والحالُ شاهد وناظر، والمدخل
جاهز، ثمة َ بقية القصة لنفهم العبرة
في مناقشة الفكرة … بالمصارحة…
كم من فجوة تُسدّ؟
وكم وجهة ُ نظر تلتقي؟
وكم تُقرِب من المسافات؟
نحن في زمن الصدّ والردّ … والكرّ والفرّ
فيه كُشف المستور …وأبت الحروف إلاّ أن تثور،
ووضِعت النُقاط على الحروف … لا مكان للزيف
ولِإثقال الصدور … فالكل بالنهاية مسؤول ولابدّ
من خط الحروف ورسم الخطوط حتى لا تكون
بمكان الضحية أو الجلّاد!
فلنفترض زيداً من النّاس … عرض الحال شهادة
مكتوبةً ولا يسعنا إلّا نقلُ المُختصر، نعم
“هم شركاؤنا في الوطن … تقاسمنا معاً
أنغامه والشّجن … وصرنا ككرة القدم،
المُسرع يركُلنا ويُناور … والحاذق كان حريّاً به أن
يُسدد ليُحرز هدفاً … لكن يخشى انتهاء اللعبة!
وإذا انتهت! تَرك الجلّاد يُنازع وَيقوّض اقتصاده
في السوق الدولية! … هل نُصارح بعد التحية؟
إليكم القضية …
ياعزيزي في وقت المِحن تعال معي وامْدد يمينك
لتأخذ بيدي ولا تتركني في مرمى عدوي وعدوك،
اصغي إليّ جيداً …. … وأَعْلمُ أنّك تعلم، لكن
أثقلتك المتاعب، هم يريدون لك ولي الذوبان فيهم!
وكأنك لست عربيُّ الهوية ولست ابن الشام الأبية!
أليس هذا حِجراً على العقول وقتل الشعور ونسفاً
للإرث المكنون؟! لِمَ هم يفخرون بحضارتهم؟!
ونحن ندعو ونتشوق للتبعية والانقياد لهم!
لِمَ الانسلاخ عن الهوية؟! أليست هذه عبودية؟!
أمْعن النظر معي أليسوا شركاء الأسد بقتلنا؟!
عقلي وعقلك أفضل من عقولهم، وتاريخي
وتاريخك تشهد له الأمم في ترسيخ
معالم اليقين ورسالة الأوّلين، فلا تكن
كما يريدون! كن كما أنت (العربي السوري)
لك كُلّ الحق أن تختار وتفتخر بدينك وتمارس
طقوسَك كما تشاء، وبالمقابل أنا أفخر بديني
وهو الإسلام وأمارس عبادتي، هل يضُرني
ويُضرك هذا؟ بالطبع لا …
“لِكُلٍّ جعلنا منكم شرعةً ًومنهاجا”
هي خصوصية بالنسبة لك ولي … كنا نعيش في
بلد واحد لا ضرر ولا ضرار … فتعددية مجتمعنا
السوري هي تاريخ حضارتنا وعنوان بقائنا
أخيراً يا عزيزي …
الألم والقضية واحدة …. تجمعنا ولا تُفرقنا،
هي ثورتي وثورتُك … فعاهدني ألا تخون العهد،
وتضربَ الوفاء وتنكُرَ الخبز والماء وتمْنع
عني الهواء.