محمد الأحمد
دعا ناشطو درعا إلى إضراب عام لمدة يومين في كافة أنحاء المحافظة جنوبي سورية تحت عنوان “إضراب الشهيد حمزة الخطيب”، ابتداء من صباح الأربعاء وحتى ليل الخميس، تضامناً مع أحياء درعا البلد، والتي تشهد حصاراً خانقاً من قبل النظام والمليشيات الإيرانية الموالية له منذ 24 يونيو/ حزيران الماضي.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، دعا ناشطو محافظة درعا، أهالي سورية عامة وأهل حوران خاصة للمشاركة “في إضراب الكرامة العام تحت مسمى إضراب الشهيد حمزة الخطيب، يومي الأربعاء والخميس الموافقين للحادي عشر والثاني عشر من أغسطس/ آب الحالي، إيماناً منّا وتمسكاً بالقيم النبيلة، التي سعى لها ذلك الطفل أثناء ذهابه برفقة أهل حوران حاملين أغصان الزيتون، وسيراً على الأقدام لفك الحصار عن درعا البلد عام 2011، حيث استشهد تحت التعذيب على يد قوات النظام الأسدي”.
وأوضح البيان: “شهر ونصف على حصار درعا البلد وحي طريق السد ومخيمي اللاجئين الفلسطينيين وأبناء الجولان، ولا زالت آلة النظام العسكرية مدعومة بالمليشيات الإيرانية، وبتعامٍ روسي، تعزز من وجودها وإطباق حصارها على آلاف المدنيين هناك، بالإضافة إلى استهدافها المتكرر والممنهج لبيوت السكان المدنيين، الأمر الذي أدى لدمار كبير، فضلاً عن نفاد معظم مقومات الحياة الأساسية من وقود وطحين ومستلزمات طبية لدى السكان هناك”.
وأشار بيان نشطاء درعا إلى أنّ “حوران جسد واحد، ومن واجب أبنائها الوقوف بجانب بعضهم البعض حتى تحقيق الحرية والعدالة”، لافتاً إلى أنّ “الثورة تعاد من جديد”.
من جهته، قال الناشط أحمد العمر المتواجد في محافظة درعا، وهو أحد الموقعين على بيان النشطاء، في حديث لـ”العربي الجديد” إنه “بالأمس كان هناك اتفاق من جميع نشطاء درعا لإضراب عام في جميع مناطق درعا؛ بسبب استمرار حصار قوات النظام والمليشيات الإيرانية لدرعا البلد”.
وحذّر من أنّ “الوضع الإنساني سيئ جداً داخل درعا البلد، ويوجد نقص في المواد الغذائية والطبية وشح في المياه بداخلها بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام”.
ولفت العمر إلى أنّ “هناك اجتماعات يومية بين اللجنة المركزية من جهة، واللجنة الأمنية التابعة للنظام من جهة أخرى، بدعوات من الوفد الروسي من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، ولكن مطالب النظام تعجيزية، وتأتي عكس مطالب ثوار وشبان درعا واللجنة المركزية”.
وكان البيان قد ذكر أنّ النظام يستقدم تعزيزات ومليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية، ويحاول اقتحام واختراق أكثر من نقطة في محافظة درعا، مشيراً إلى أنّ ذلك “يترافق مع محاولات تمهيد مدفعي وبقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة على منازل المدنيين داخل الأحياء المحاصرة، لاستنزاف الثوار، أو كورقة ضغط لتسليم درعا للنظام والمليشيات الإيرانية المساندة له”.
وفي السياق، أوضح الناشط أبو البراء الحوراني عضو “تجمع أحرار حوران”، لـ”العربي الجديد”، أنّ “قوات الفرقة الرابعة قصفت، عصر الثلاثاء، بقذائف الدبابات والهاون والرشاشات المتوسطة حي الأربعين وسط درعا البلد، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة تشهدها المنطقة بين عناصر الفرقة من جهة وشبان درعا من جهة أخرى، في محاولة من الفرقة لاقتحام أحياء درعا البلد وسط صد بالأسلحة الخفيفة من قبل شبان درعا”.
وأضاف أنّ “الفرقة الرابعة قصفت أيضاً بقذائف الدبابات ضاحية المزيريب غربي محافظة درعا”.
في غضون ذلك، قال “تجمع أحرار حوران” إنّ “مجلس حوران الثوري” أطلق، اليوم الثلاثاء، حملة لجمع التبرعات لصالح الأهالي المحاصرين في درعا البلد وطريق السد ومخيمات اللاجئين، تحت مسمى “حملة الوفاء لمهد الثورة”.
ونقل التجمع قول المهندس نزيه قداح، أحد المشرفين على الحملة، إنه “مع بدء الحملة العسكرية للنظام على درعا، أطلق مجلس حوران الثوري حملة لجمع التبرعات، وذلك بالتنسيق مع العديد من الفعاليات الثورية، والناشطين الثوريين داخل وخارج سورية”.
وأشار إلى أنّ “الحملة تهدف إلى التخفيف من معاناة الأهالي في درعا من آثار العدوان، وتقديم الدعم للجرحى وعائلات الشهداء والمتضررين، من خلال لجان تم التنسيق معها في درعا”.
ولفت قداح إلى أنه “ليس هناك سقف للاحتياجات، كون العدوان على أهلنا ما زال مستمراً، والحملة مستمرة حتى انتهائه”، مشيراً إلى أنّ “درعا أصبحت منطقة منكوبة”.
وكانت قوات النظام السوري، قد منعت إدخال مادة الطحين إلى درعا البلد المحاصرة، بالتزامن مع نقص في الأدوية الطبية داخل أحيائها، بسبب قصف النظام النقطة الطبية الوحيدة في المنطقة، بالتزامن مع الحصار الخانق المفروض من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية من كافة الجهات على المنطقة، ومنع دخول كافة المستلزمات الإنسانية ضمن سياسة الحصار والتجويع التي اتبعها النظام في عدة مناطق سابقاً لتركيع مناهضيه.
المصدر: العربي الجديد