فيفيان فوريتسر
ترجمة وإعداد د. أحمد جمّود/ باريس
مجموعة مقالات، كتبها صحافيون فرنسيون، يعملون في ابرز الصحف والمنشورات الإعلامية الفرنسية، يسلطون الضوء على مضمون كتاب “جريمة الغرب”، للكاتبة فيفيان فوريستر، والمتعلق بالقضية الفلسطينية، والصراع العربي مع الصهاينة في فلسطين المحتلة.
Le Monde Diplomatique 2005
ماذا لو لم يكن الإسرائيليون والفلسطينيون ضحايا لبعضهم البعض، ولكن كلاهما ضحية للتاريخ الأوروبي ولجرائمه المعادية للسامية؟ توضح المؤلفة، بالوثائق الداعمة، كيف رفضت القوى الغربية (أوروبا والولايات المتحدة) الترحيب على أراضيها باليهود الذين حاولوا الفرار من جنون هتلر، وكيف، في نهاية الحرب، بدلاً من طلب “التوبة” إلى الذين استشهدوا رغماً عنهم، فضلت هذه القوى التخلص من الناجين من خلال تسهيل إعادة تجميعهم على أرض خارجية، يسكنها العرب الأصليون الذين اعتبروا كمية محتقرة ، بل غير موجودين. إن سوء الفهم الأصلي هذا يمكن أن يمنع أي حل نهائي للعداوات. هذا وتواصل القوى الغربية عرض مساعيها “الحميدة” كمحكّمين، في حين أنها تتحمل المسؤولية المباشرة عن مأساة الشرق الأدنى..
Site Cultura
يجهل الفلسطينيون والإسرائيليون الى أي مدى هم غريبون عن صراعهم، وانهم ضحايا تاريخ ليس لهم، تاريخ مبني على جريمة: إبادة 6 ملايين يهودي بدون ان يفعل الغرب شيئًا لحمايتهم. دولة إسرائيل هي ثمرة هذه الجريمة التي تجسد ضمير الغرب السيئ. والمجازر الحالية هي نسخة طبق الأصل عن الجريمة الأصلية. إذا أدرك الانسان هذا الأمر سيجد نفسه على الطريق المؤدي إلى مخرج محتمل، حيث يمكن أن يرى الإسرائيليين والفلسطينيين يتصالحون مع تاريخهم ويعترفون ببعضهم البعض.
Igor Reitzman – sur son site – 2010
يذكرنا كتاب فيفيان فوريستر – والتذكير هو أحد مزاياه العظيمة – أنه في عام 1938، تم تقسيم الدول الغربية إلى فئتين، أولئك الذين يريدون التخلص من يهودهم (ألمانيا والنمسا) وأولئك (جميعهم باستثناء هولندا والدنمارك) الذين، برفضهم الترحيب باليهود، عززوا تفضيل النازيين “لحل” أكثر جذرية. من العام 1938، يعرف الجمهور مؤتمر ميونيخ. لكن فيفيان فوريستر جعلت الجمهور يكتشف مؤتمر إيفيان، وهو كشف رهيب لمعاداة السامية في العالم المسيحي. يكتشف اليهود الذين كانوا مستهدفين بالإبادة أنه لا توجد دولة مستعدة لاستقبالهم. لكن في الوقت نفسه، توفرت لدى النازيين معلومات تفيد بأنه لا يوجد بديل “للحل النهائي”، اي الإبادة، وأنه لن يصدم نخب العالم الغربي بشكل غير ملائم. كيف ستكون الدراما الإسرائيلية الفلسطينية استمرارًا متماسكًا لهذا التاريخ الأوروبي، هذا هو ما يريد الكتاب إظهاره لنا.
Editeur Fayard 2004
إن زاوية النظر الجديدة وغير المتوقعة تمامًا حول مأساة الشرق الأوسط ومقدماتها التأسيسية تجعل من الممكن نقل المسؤوليات هنا. توضح فيفيان فوريستر إلى أي مدى ليس الإسرائيليون والفلسطينيون ضحايا لبعضهم البعض، ولكن كلاهما ضحية لتاريخ أوروبي طويل، وهو تاريخ الجرائم الأوروبية المعادية للسامية، التي كان البعض فريسة لها ولم يعترضها الآخرون.
إن الديون المستحقة للإسرائيليين وللفلسطينيين مما يجري في الشرق الأوسط، هي نتيجة هذه الكارثة الغربية التي ما زالت تعذب الضمائر. لأنه لئن شن الحلفاء حربًا كلاسيكية وبطولية منتصرة ضد ألمانيا التوسعية، لكن الحرب ضد النازية لم تحدث. يكشف التوثيق الدقيق والمقنع وغير المتوقع في الكتاب، عن الأبعاد المأساوية للتخلي الواعي والمتعمد عن الأوروبيين اليهود من قبل الغرب طيلة مرحلة الرايخ الثالث.
إن إخفاء أصول المأساة الإسرائيلية الفلسطينية يجعلها تبدو وكأنها غير قابلة للحلّ. لكن المفارقة أن مأساة الإسرائيليين والفلسطينيين المشتركة تجعلهم اليوم أقرب إلى بعضهم البعض، من القوى الغربية التي تدّعي انها تلعب دور الحَكَم. متى سيتفاوض هذان الشعبان أخيرًا بدون وسطاء؟ متى سينتقلون من العاطفي إلى السياسي؟
هذا الكتاب يرسم طريقا ممكنة جوابا على هذه الأسئلة.
Thierry Hentsch – Revue “A Babord” – 2005
حول مسؤولية الغرب في الصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني. إن الجريمة الغربية التي تتحدث عنها فيفيان فوريستر ذات شقين على الأقل: جريمة ضد اليهود ، وجريمة إلقاء هذه الجريمة على الآخرين، أي عرب فلسطين، الذين أصبحوا فلسطينيين. يستحوذ هذا الكتاب البسيط والمكتوب جيدًا على سؤال حاسم يتم تجاهله في الغالب، عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ألا وهو الدور الذي لعبه والذي لا يزال يلعبه الغرب فيه، على الأقل عبر تظاهره بأنه حَكَم محايد في مواجهة مشكلة لا تعنيه. لكن الحقيقة ، أن الجزء الغربي في هذه القصة هو مباشر وحاسم وهائل وساحق. وهو، بصراحة، ساحق ومثير للعجب الى درجة أننا لا نرغب في الاعتراف بذلك. لكن الاعتراف بهذه المسؤولية سيساعد الخصوم الإسرائيليين والفلسطينيين على الاعتراف بنوع من الأخوة بينهم كضحايا. إذا رأى كل منهما أنه ضحية للغرب، فلا شك سيكون من الأسهل عليهما التحدث مع بعضهما البعض. من الواضح أن هذا الاعتراف ليس هو المفتاح السحري للحل. لأنه على أية حال ، فإن المفاوضات التي يمكن أن تؤدي إلى سلام عادل ومقبول للطرفين ستكون صعبة وستتطلب تضحيات صعبة من كلا الجانبين. لكن لا يذكر الكتاب ما يمكن أن تتكون منه هذه التضحيات، فهو لا يقدم عن عمد أي حل ملموس. إنه يفرض ما يمكن أن يسميه المرء شرطًا أيديولوجيًا مسبقًا لأي احتمال لمفاوضات مباشرة مثمرة، خارج الوصاية الغربية.
إن عناصر الملف التي قدمتها فيفيان فوريستر معروفة، أو متوفرة على الأقل، ولا تكشف عن أي مصادر جديدة. إنها تعتمد على الأعمال والشهادات الموجودة، والتي تظهر مراجعها شديدة التلخيص ، في الملاحظات الموضوعة في نهاية المجلد. إنه لأمر مؤسف حقًا أنها لم تحدد صفحات الكتب التي تم الاستشهاد بها، وهي دقة لم تكن لتثقل الكتاب بأي حال من الأحوال وتزيد من مصداقيته بشكل كبير. رغم هذا التحفظ الفني، يبدو أن تعليقات فورستر مدعومة بصدق. إنها تقوم بتبسيط الموضوع بشكل جيد، وهذا أمر ضروري للغاية ولا غنى عنه فيما يتعلق بالصراع الذي للأسف لا تزال موضوعاته المدهشة تميل إلى إخفاء جذوره. هذه الجذور التي تكمن في أوروبا، أي في معاداة اليهودية منذ قرون في العالم المسيحي وفي معاداة السامية الحديثة التي بلغت ذروتها في معسكرات الموت النازية.
إن كلمة “نازي” هنا ملائمة للغاية. فهي تسمح “لغير النازيين” بالهروب مما فعله هتلر وزمرته. تؤكد فوريستر بشجاعة على التسامح الفظيع، إن لم يكن التواطؤ، الذي تمتع به قادة ألمانيا النازية من القوى الغربية الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، قبل وأثناء وحتى بعد الحرب العالمية الثانية. إنها تشير إلى أن هذا الموقف “العام” المعاد للسامية في الغرب، الذي “يشاركه” فيه أعداء الرايخ الثالث، هو جزء من تقليد طويل من الإبادة والمذابح والقمع والعنصرية والازدراء لكل ما ليس مسيحياً ومن الجنس الأبيض (الهنود الحمر، السكان الأصليون، السود، الغجر، إلخ). لذلك ليس من المستغرب أن يعتقد الغرب أن بإمكانه التخلص من “المسألة اليهودية” بترحيلها إلى فلسطين، حتى لو كان ذلك يعني وضع عبء خطأها الذي لا يمكن تبريره على عاتق شعب “مستعمَر”، يُعتبر غير جدير باي اهتمام، رغم أن لا علاقة له بهذه المسألة..
* فيفيان فوريستر، صحافية، وكاتبة كتاب: “جريمة الغرب” المتعلق بالقضية الفلسطينية.
ولدت عام 1925 باسم دريفوس من أبوين يهوديين، عملت في عدة صحف منها اللوموند. وشاركت عام 1998 بتأسيس منظمة أتاك ATTAC اليسارية الأممية، من أجل التضامن الأممي والعدالة الإجتماعية والديموقراطية ولمواجهة العولمة المالية والليبرالية والتبادل الحرّ، وتوفيت عام 2013.
المصدر: المدار نت