وائل عصام
توقع رئيس «المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية» المحامي السوري البارز أنور البني، ألا يقل الحكم الذي ستصدره المحكمة الألمانية بحق الطبيب السوري المتهم بالتورط في جرائم حرب، علاء موسى، عن السجن المؤبد، أسوة بالحكم الذي صدر قبل أيام عن محكمة «كوبلنز» الألمانية بالسجن المؤبد، على ضابط الاستخبارات السابق أنور رسلان.
حديث البني جاء على خلفية اقتراب موعد انعقاد أولى جلسات محاكمة موسى الذي كان يعذب المعتقلين في مشفى حمص العسكري، قبل وصوله إلى ألمانيا لاجئاً، والتي ستجرى في فرانكفورت بألمانيا.
وكانت «القدس العربي» أول من أثار التُهم الموجهة للطبيب السوري علاء موسى إعلامياً، وذلك في تقرير نُشر بتاريخ 28 آذار/مارس 2019، تحت عنوان «اتهامات لطبيب موالٍ للنظام السوري بتعذيب المعتقلين في حمص»، حيث استمعت الصحيفة حينها لشهادة طبيب سوري يدعى محمد وهبي، كان يعمل برفقة المتهم موسى في مشفى حمص العسكري، التابع للنظام. وحسب شهادة وهبي، قام موسى بـ»سكب الكحول على الأعضاء التناسلية لأحد المعتقلين من المتظاهرين، وأشعل النار بالقداحة، ما أدى إلى حرق الجهاز التناسلي للمعتقل بدرجات متفاوتة».
ومن المنتظر أن تبدأ جلسات محاكمة موسى الذي ينتمي للمكون المسيحي والمتحدر من قرية الحواش في ريف حمص، والذي وصل إلى ألمانيا في العام 2015، يوم الأربعاء القادم 19 كانون الثاني/يناير الحالي، في المحكمة العليا في مدينة «فرانكفورت» الألمانية. وقال المحامي أنور البني، إن «المركز السوري للدراسات والأبحاث والقانونية» كان من المشاركين في رفع الدعوى على موسى، إلى جانب «المركز الأوروبي لحقوق الإنسان الدستورية» بعد جمع شهادات ضحايا، بعد إثارة التهم له إعلامياً، من قبل «القدس العربي» ووسائل إعلام أخرى منها موقع «زمان الوصل»، وقناة «الجزيرة».
وأوضح البني، أن موسى متهم بتعذيب معتقلين ومتظاهرين في حمص، حيث تسبب بوفاة معتقل على الأقل، علاوة على الأضرار البدنية الكبيرة التي ألحقها بعدد غير محدد من المعتقلين، أثناء عمله طبيباً في مشفى حمص العسكري. وقال لـ«القدس العربي»، إن السلطات الألمانية أوقفت موسى منذ أكثر من عام ونصف العام، علماً بأنه كان يعمل طبيباً في أحد المستشفيات الألمانية، مبيناً أن «المدعي العام الألماني قام بتمديد فترة توقيف موسى ستة شهور، لوجود شهادات لضحايا جدد ضد موسى». وتابع البني، بأن المحكمة الألمانية، بعد حصولها على الأدلة لكافية، قررت بدء محاكمة موسى يوم الأربعاء القادم، مما يعني أن الحكم بات قريباً، وأن عدد الشهود في قضية موسى أقل من العدد في محاكمة الضابط أنور رسلان.
وأضاف البني، أن محاكمة موسى ورسلان لم تكن لتجري لولا تعاون الضحايا، معتبراً أن «دور المراكز القانونية يبقى محدوداً أمام حجم التضحيات التي قدمها الضحايا، ونشعر بالسعادة عند وصول الضحايا إلى جزء من العدالة».
ورجح المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان، وعضو «لجنة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير»، ميشال شماس، أن يصدر بحق موسى الحكم بالسجن المؤبد، بسبب ارتكابه جرائم ضد الإنسانية بحق المرضى من المعتقلين في مشفى حمص العسكري. وحول مجريات المحاكمة، أوضح لـ«القدس العربي» أن الجلسة الأولى ستشهد تلاوة قرار الاتهام، مضيفاً «نتطلع الى مزيد من المحاكمات في المستقبل تستهدف كل المجرمين من جميع الأطراف».
وأهاب شماس بكل من يمتلك أدلة على المتهمين بارتكاب جرائم ضد الشعب السوري ومن الناجين من معتقلات وسجون النظام السوري، بضرورة الإدلاء بالمعلومات التي لديهم الى السلطات المختصة في أماكن تواجدهم، داعياً كذلك إلى المشاركة في محاكمة موسى، من خلال التواجد في المحكمة، لأن المشاركة الكثيفة تعني الدعم لمحاكمة هؤلاء المتهمين وتعني أنه لا يجب أن يفلت مجرم من العقاب. وقبل أيام، كانت محكمة «كوبلنز» الألمانية قد أصدرت حكماً بحق الضابط السابق في مخابرات النظام السوري، العقيد أنور رسلان /58 عاماً/، بتهمة تعذيب معتقلين في مركز احتجاز سرّي تابع للنظام في دمشق – فرع الخطيب.
المصدر: «القدس العربي»