عبد الحفيظ الحافظ
هي رواية للروائي: أمين معلوف الناشر : دار الفارابي بيروت/ لبنان الطبعة الأولى: 2013 صـ كل ما تمسه القوة ينحط قدره أياً كان التماس.. ترجمة: نهلة بيضون فاللطمة هي نفسها سواءً اعتدى المرء، أم تعرّض للاعتداء” قرأت هذه الرواية ” التائهون” فوجدت نفسي أمام روائي كبير ومفكر وباحث. يؤرخ لعدد من طلاب الجامعة في سنواتهم الأولى، جمعتهم و وحددت بينهم الجامعة وزمالة الدراسة ولقاءاتهم، وعززتها صداقة ومشارع ثقافية، تجاوزوا مكونات مجتمعهم الدينية والطائفية والقومية. وتغلب الحب والعشق والزواج بعدد من صديقاتهم… لكن الحرب الطائفية القذرة ” 1975-1990والحواجز والخطف والقتل والنهب إن كان خاص أم عام دفع بعضهم للهجرة، فتشتتوا في الدول والقارات، رغم ذلك استمرت الرسائل بينهم، وغلبهم الحنين والشوق وأيام الجامعة، والحوارات فيما بينهم. وقد رغب الشخص الأول في التائهون بإعادة اجتماعاتهم بعد سنين طويلة….أنا مدين للصديق عبد الباسط فهد بفراءتي بعضاً من كتب مكتبته . حين يخيب صديق أملك؟ ” لا يعود صديقك. ماذا تفعل حين يخيب البلد أملك؟ لا يعود بلدك. وبما أنك تصاب بخيبة الأمل بسهولة، سوف تصبح في نهاية المطاف بلا أصدقاء، وبلا بلد صـ66………أنا لم أرحل إلى أي مكان، بل لقد رحل البلد صـ67 . على وطنك أن يقي إزاءك بعض التعهدات. أن تعتبر فيه مواطناً عن حق، وإلا تخضع فيه لقمع”، أو لتمييز، أو لأشكال من الحرمان بغير وجه حق. ومن واجب وطنك وقياداته أن يكفلوا لك ذلك، وإلا فأنت لا تدين لهم بشيء، لا بالتعلق بالأرض، ولا بتحية العلم. فالوطن الذي بوسعك أن تعيش فيه مرفوع الرأس، تعطيه كل ما لديك، وتضحي من أجله بالنفيس والغالي، حتى بحياتك، أما الوطن الذي تظفر فيه للعيش مطأطئ الرأس، فلا تعطيه شيئاً……………ذلك هو ميثاق الأحرار، ولا أعترف بأي ميثاق آخر ضـ 190 . في لغتنا الأم ألا يشار إلى حديثي النعمة باسم ” أغنياء الحرب وتعميماً، يجدر بنا الحديث عن ” وجهاء الحرب”، و ” سياسي الحرب” و ” ومشاهير الحرية”. لا تكتفي الحروب بالكشف عم أسوأ غرائزنا، بل تصنعها، وتقولبها. كم من الأشخاص تحولوا إلى مهربين، وسارقين، وخاطفين، وقتلة وجزارين……….صـ190. كانت كذبة متحضرة . واليوم، تسمع الناس يقولون…أنا بوصفي مسيحياً، أعتقد كذا. وأنا بوصفي مسلماً، أعتقد كيت. وبودي أن أقول لهم: عارعليكم! حتى لوكنتم تفكرون حسب طائفتكم، فتظاهروا على الأقل بأنكم تفكرون بنفسكم!” فليتحلوا على الأقل للباقة الكذب”…………كانت تلك الأكاذيب القديمة بالفعل أكثر لباقة من ” صراحة” اليوم.صـ 464. أعتقد أن القرن المنتهي ” شهد عقيدتين مدمرتين: الشيوعية ومناهضة الشيوعية. الأولى شوهت والحق يقال، فكرة المساواة وفكرة التقدم، وفكرة الثورة،……….لكن محصلة الثانية أسوأ. فأكثرة ما قيل : موسوليني ولا لينين وهتلر ولا استالين، ” الاشتراكية القومية ولا الجبهة الوطنية ، ترك العالم بأسره ينغمس في الدناءة والهمجية.” صـ466.