صبري عيسى
يقولون ان اليوم هو عيد الصحفيين السوريين ، وفوجئت بذلك لأنني نسيت ان هناك عيدا للصحفيين حتى قرأت اخبار عن احتفال دعا اليه المكتب التنفيذي للاتحاد في نادي الاتحاد في الجسر الأبيض ، وليس لدي معلومات حول عودة النادي للصحفيين بعد سنوات كان فيها تحيت سلبطة المنتج التلفزيوني محمد قبنض ، او فيما اذا تكرم وسمح للمكتب التفيذي بالاحتفال بعيدهم في ناديهم المستولى عليه !
اعود للعيد واوجه التحية للزملاء بعيدهم ، ومن الطبيعي ان نعتبر نحن معشر الصحفيين ان هذا العيد بمثابة عرس سنوي لكل الصحفيين السوريين ، ، لكن لم يشعر الصحفيين في أي عام بالعيد لأن احتفالات المكتب التنفيذي تقتصر كما كل عام على لمة في احد الفنادق او في مبنى احدى الصحف ، وكان الحضوركالعادة يقتصرفي معظمه على غير الصحفيين ، وهي مناسبة يستغلها المكتب التنفيذي لكسب محبة ودعم أصحاب القرا ر للتمديد لهم في الانتخابات في الدورة الانتخابية القادمة ، والمفترض ان يشكل عيد الصحفيين عرسا احتفاليا لكل الصحفيين ، وككل عام يتم الاحتفال بالعرس دون وجود العروس ، وهم الصحفيين أصحاب العيد ويقتصرالاحتفال فيه أيضا كما كل عام على سماع الخطابات التعبوية من الحضور وتبادل الصور التذكارية وعبارات النفاق والمديح المبالغ فيه ، ولن استغرب اذا قام احد من الحضور بالاشادة باوضاع الصحفيين المادية والخير العميم الذي يغرقون فيه ، ودخل أي منهم لايكفيه ثلاثة أيام في الشهر ولن يوفر له ولأسرته حتى الفلافل ، وجعالة التقاعد الشهرية التي لاتتجاوز حاجز العشرين الف لاتكفيه لشراء نصف كيلو لحمة !
العيد يعني الفرح وليس الحديث عن منجزات ومكاسب خلبية وأوضاع الصحفيين السوريين هي الأسوأ بالمقارنة مع كل صحفيي العالم ، واي عيد تحتفلون به وتتبادلون فيه التهاني ومفردات النفاق المبالغ فيه ، والسؤال الذي اطرحه على الزملاء الصحفيين بمناسبة العيد ، هو :
هل سبق ان زاركم نقيب الصحفيين او احد أعضاء المكتب التنفيذي في مواقع عملكم يوم العيد وقدم لكم وردة وتهنئة بالعيد ، وانا متأكد من ان إجابة الجميع ستكون بالنفي ، واذا اردتم معرفة الأسباب عليكم البحث والاطلاع على السيرة المهنية لأعضاء المكاتب التنفيذية للاتحا د في الدورة الحالية وكل الدورات الانتخابية السابقة ومعرفة سيرتهم المهنية ، لأن الصحفي الحقيقي الذي يشغل موقعا قياديا في قيادة الاتحاد سيسارع لتحويل عيد الصحفيين مناسبة للفرح وعيد للمحبة بين زملاء المهنة الواحدة ، واستعيد في هذه المناسبة بوست كررت نشره عدة مرات لتوصيف الصحفي :
الصحفي الذي يغمض عيناً ويفتح أخرى ، يخون ضميره المهني ويضلل قراءه ، أما الذي يغمض عينيه الإثنتين فهو يخون شرفه الشخصي ووطنه ، ومنذ نصف قرن يراوح الأداء الصحفي الرسمي في سورية بين إغماض العين الواحدة وإغماض العينين معاً ، ومعظم الذين مارسوا العمل الصحفي في المؤسسات الرسمية إنتحلوا (صفة صحفي) بقرارات رسمية ، وخلال مسيرتهم المهنية إقتصر عملهم على الدفاع عن السياسات الحكومية ، وتسويق الفساد ورموزه ، واستغلال مناصبهم ومهماتهم الصحفية للحصول على أكبر مايمكن من المكاسب المادية ، وبعضهم مارس التشبيح وابتزازالمؤسسات الرسمية والخاصة والأفراد ، وتمت إدانة البعض من جهات رقابية بعد انتشار روائحهم الكريهة ، ومع ذلك استمروا في مناصبهم في تضليل الرأي العام والكذب وتشويه الحقائق ، ولو تم اعتماد المعايير المهنية وميثاق الشرف الصحفي ، شرطاً لممارسة العمل الصحفي لتم إبعاد معظمهم بمن فيهم بعض القيادات الصحفية والنقابية !
المصدر: صفحة : صبري عيسى