لوحظ خلال الأيام الماضية عودة مئات من النازحين إلى مناطق فض الاشتباك في محافظة القنيطرة، بالتزامن مع بدء قوة “اندوف” التابعة للأمم المتحدة تسيير دوريات في المنطقة، فيما غصّت مدن وبلدات القنيطرة بقوافل المساعدات، بعد حرمان وحصار لسنوات، أطبقه وأنهاه النظام بمساندة المليشيات الموالية له.
وتعد بلدة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي، أبرز البلدات التي شهدت عودة سكانها في القنيطرة. وسهّل ذلك فتح النظام لطريق البعث-الحميدية، بعدما تمكّن من فرض سيطرته الكاملة على كامل المنطقة الحدودية مع إسرائيل في القنيطرة، في 19 يوليو/تموز.
ويعمل النظام على إعادة ترسيخ صورته في تلك المنطقة، بعد سنوات من بقائها خارج سيطرته، إذ شرعت الخدمات الفنية بإعادة ترميم الطرق وبعض المرافق الخدمية، حيث أزالت ورشات فنية سواتر ترابية ونظّفت مسارب طريق مدينة البعث-الحميدية. وتم فتح دوار مدينة البعث وصولاً إلى جسر الرقاد.
من جهة ثانية، سمح النظام للأمم المتحدة بإدخال قوافل الإغاثة إلى مدن وبلدات القنيطرة، لكن تولت منظمة “هلال الأحمر” مهمة إدخالها وتوزيع محتوياتها على السكان، بعد حرمان طويل نتيجة سياسة الحصار التي كانت مفروضة على تلك المناطق.
أولى قوافل الإغاثة بدأت بالدخول إلى القنيطرة أواخر يوليو/تموز الماضي، حيث تم توزيع 23 شاحنة محملة بالمواد الغذائية على مناطق نبع الصخر ومزارعها، الرفيد ومزارعها، المعلقة ومزارعها، غدير البستان ومزارعها، قصيبة ومزارعها.
ووصلت قافلة مماثلة، الثلاثاء، إلى بلدتي السويسة وصيدا، مؤلفة من 20 شاحنة تحمل مواداً غذائية، قدمها برنامج الأغذية العالمي. وبحسب ما أعلن “الهلال الأحمر”، فإن 2450 سلة غذائية ومثلها أكياس طحين ستوزع في السويسة، و757 سلة غذائية ومثلها أكياس طحين، ستكون حصة بلدة صيدا.
وتحظى عمليات إدخال القوافل، وتوزيع المساعدات، باهتمام إعلامي رسمي بالغ، في ما يبدو أنها رسائل ودروس إلى من قالوا لا في وجه النظام، بأن الغذاء سيكون مقابل إعلان الولاء له، بعد رحيل قوات المعارضة إلى الشمال.