حين غادرَ الشهداءُ ذلك التلِّ
صاروا سِرباً من الحمامْ
يرحلُ من قلبنا إلى زمنِ الوصلِ
آهٍ يا زمنَ الوصلِ
ما زلتَ تسكنُ فينا حُلماً يرفضُ الانتقامْ
يا أيّها الشهداءْ
هل شاهدَ قاتلُكم نارَ التحدّي في أعينِكمْ؟
وأنتمْ تشاهدونَ أخوتَكمْ يُذبحونَ
وتنتظرونَ دورَكمْ كي تُذبحوا ..
تلتفتون يميناً ويسارا
ولا يأتي الرجاءْ
قاتلُكمْ .. الآن يَقتُلنا
ومن خانَ دمَكمْ .. يخونُ الآن دَمَنا
يا أيّها الشهداءْ
كيف سيختفي من جرحنا .. جُرحٌ
فاقَ تصورَ العقلِ؟
وأرواحُ.. من راحوا
مازالت تستصرخُ ضمائرَنا في ذلكَ التلِّ
وذاك الذي أفرغ الظلمُ منيه بأمّهِ
مازال يقودُ حِقد الحاقدينَ ..
وجحافلَ التتارْ
والسّارقينَ لعبيرِ الصّبحِ في وضَحِ النهارْ
يقتلُ ساطورُهمْ براعمَ الأزهارْ
أنا المقتولُ مِنْ ذلك التلِّ
أتيتُ إليكم على أجنحةٍ تحملُ غيمةَ العطرِ
أتيتُ إليكم شاهراً روحي
لأستردّ لي ولكم.. زمن الوصلِ
آهٍ يا زمن الوصلِ
فيكَ عانق الناقوسُ مِأذنةً في مسجد الدارْ
تطاولت لتحرُس كنيسة الجارْ
فيا روح الشّهيد.. أطلّي واسألي:
لما غرسوا سكيناً مِنَ الحقدِ في ظهريْ
أولئكَ مَنْ ظننتُ أنّهمْ أهليْ؟
لمْ يجدوا إلا دَميْ
ليشربوهُ مع شهوةِ العُهرِ
تناوبوا على نخبيْ ..
بعدَ أنْ تناوبوا على ذَبحيْ
فيامنْ كنتموا مِثليْ
ويا كلَّ مَنْ ماتَ منْ قَبليْ
ماتَ منْ أجلِكمْ.. ومِنْ أجليْ
تعالوا نرفعُ في أزمنة الظلم رايةَ العدلِ
القاتلونَ والصامتونَ
سواءٌ بسواءْ
يا أيّها الشهداءْ
يامن سطّرتم شيئاً عن فلسطينَ في ذلك التلِّ ..
دمُكمْ .. مازال في جرحِنا.. يغلي
فتعالوا نُغسلُ بِدمِكم
وبدمِ مَنْ قُتلوا من بعدكم
وبِدمِ منْ ماتوا قهراً.. بعد أن صَمدوا
وبِدمِ مِنْ ابتسموا ..
وتركوا لنا نحنُ البُكاءْ
تعالوا نغسلُ من الزّمن.. زمنَ القتلِ
هانحن نُقتلُ مثلكم ونسألُكم
ياأيّها الشهداء
في تلّ الزعتر.. في صبرا.. في جنينَ.. في الغوطة ْ … في اليرموكِ.. وفي السويداء ..
أما زلتم تنتظرونَ النّصر كي ترتاح روحُكم من هزائمِنا
ومتى يصيرُ جرحُكم لعجزِنا .. دواءْ؟
فسواءٌ سواءْ
أكانَ اسمكمْ في الصفحةِ الأولى في دفترِ الشهداءْ
أو كان اسمكم في الصفحةِ المائةِ بعدَ الألفِ
كنتمْ ومازلتمْ.. أنتمُ العطاءْ
كنتمْ ومازلتمْ.. أنتمُ الفداءْ
فانتظروا تراتيلَ النّصرِ
في مراسم العَزاءْ