عقد في العاصمة التركية أنقرة مؤخرًا مؤتمرًا يخص اللاجئين السوريين والعراقيين في تركيا بعنوان ( الدعم المطور لطالبي اللجوء للمتأثرين بالأزمة السورية والعراقية في تركيا) حيث نوقشت العديد من المسائل المتعلقة باللجوء، ومعاناة اللاجئين، ومدى قدرة التعامل الحسن من قبل الاعلام التركي والسوري معهم، حيث شارك فيه الكثير من الإعلاميين والصحفيين السوريين والأتراك، المؤتمر جاء بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي، والدولة التركية والأمم المتحدة، والمنظمات الأممية ذات العلاقة، مثل اليونيسيف ، آسام، منظمة الهجرة، وبعض الجمعيات التركية المعنية باللجوء واللاجئين، وقد قدمت غير مداخلة للإعلاميين الأتراك والسوريين ومنها مداخلة مهمة للكاتبة الصحفية إلهام حقي التي أكدت في مداخلتها على أن ” ما جرى للسوريين لا يصدق وأخص السوريات اللواتي سمحت لنفسي بالتحدث باسمهن” وأضافت قائلة ” لهذه اللحظة نحن في صدمة لما جرى، فدمعة كل طفل رأى أمه أمامه وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة لا يعادلها لؤلؤ البحار، واغتصاب كل حرة هو عار للعالم كله، نحن الأمهات نواجَه كل يوم بعشرات الأسئلة من حناجر أطفالنا المتعبة وتدمى عيوننا! منها كيف يبحر الأطفال إلى الغرب ويغرقون؟” ثم قالت ” ثورتنا رسالة سامية، ثرنا على من أذلنا وحاول النيل من كرامتنا، إذا أردتم التعرف على رجالنا السوريين بإمكانكم مشاهدتهم وهم يشدون على الدبكة بعد نزول سبعة صواريخ عليهم فقط!، وقد اعتادوا أن تكون حصتهم عشرين صاروخاً! لا أملك إلا الألم، وشريط سينمائي من معاناة الأمهات السوريات ويوميات المعتقلين والمعتقلات، لا أستطيع أن أقص عليكم ما جرى ويجري الآن ، كي لا أحول هذا اللقاء إلى مأساة، و لن أختم كلامي بهذه الأحزان، فالسوريون محكومون بالأمل، وهناك أيضًا الفرح الذي وجدناه بينكم” ثم أنهت كلامها بالقول ” نحن السوريات نستحق الحياة ولا نريد يوم مماتنا أجمل الأيام فالحياة بين إخوتنا الأتراك رائعة، سنذكركم بالخير دائمًا فلابد للطائر من العودة إلى عشه.”
عن هذا المؤتمر تحدثت جيرون إلى بعض السوريين الإعلاميين المشاركين فيه، وتساءلت معهم: ما الذي تتصورون أن مؤتمر اللاجئين في أنقرة قد قدمه أو أفاد به قضية اللاجئ السوري ومعاناته. وهل من ملاحظات عليه. ومن ثم ماذا قدمتم للسوريين والأتراك من خلال مشاركتكم الأخيرة فيه؟
الإعلامي علاء الدين حسو مدير راديو فجر تحدث بوضح فقال ” أعتقد أن هذا المؤتمر مفيد من الناحية التعريفية بحالة السوري في تركيا للأتراك خاصة. وإن كان قد قام أيضًا بالتعريف بنشاط منظمتي (آسام) و(مودم) وخدماتهما للإعلاميين المحليين الأتراك، وكذلك نشاط وخدمات الاتحاد الأوربي من خلال منظماته المتعددة. وكان فرصة طيبة بوجود إعلاميين سوريين استطاعوا نقل صورة مضيئة، من خلال طرح مشاريعهم وهواجسهم ومعاناتهم وطموحاتهم.” وأضاف حسو ” أعتقد بأنه لو تطور الأمر إلى ورشات عمل بين الإعلاميين السوريين والأتراك برعاية هذه المنظمات الداعمة، يمكن أن يقدم مخرجات مهمة. والمثير أن الاتحاد الأوربي يستخدم مصطلح اللجوء، وهذا المصطلح لا ينطبق على اللاجئ السوري أو العراقي أو حتى الإيراني. ولذلك لا بد لهذه المنظمات أن تضغط لتعديل القوانين الناظمة التي تسمح لتركيا باستقبال الناس من الشرق دون أن تمنحهم صفة اللاجئ” ثم قال ” كان حضوري في اللقاء الأول حيث تحدثت فيه عن دور الإعلام المسموع في بلد اللجوء، وكيف يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا في التكيف الاجتماعي، لأن المنطقة لا تحتاج للاندماج كما في الغرب، فهي أصلًا تحمل ذات الروابط المشتركة، ولكن هناك فرق في التصرفات والسلوك وهنا يأتي دور الإعلام وهذا ما تحدثت عنه”.
الكاتب والشاعر السوري حسن العايد رأى وبكل صراحة ” بأن الذين حضروا هذا المؤتمر على تنوع طروحاتهم قد نجحوا في توصيل وتسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة، التي تعود بنفعها على اللاجئ السوري، ولكن النتائج ستكون بتقديري متوقفة على مدى الرغبة والتفاعل والاهتمام من الطرف الراعي صاحب القرار”.
أما السيدة غادة جمعة كاتبة وناشطة سورية فقالت عن المؤتمر الذي حضرته ” الملتقى الذي عقد في أنقرة قدم دعمًا إعلاميًا للاجئ السوري، من خلال تعريف الصحفيين والاعلاميين الأتراك على المشاكل العديدة التي يعاني منها اللاجئ. والملتقى أكد على الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها الاعلاميون لنقل الحقيقة، التي تؤثر على رأي وردة فعل المجتمع بكامله. وأضافت جمعة بقولها ” أعتقد أن الإعلاميين السوريين المشاركين رغم عددهم القليل أوصلوا أفكارهم بشكل واضح مثل: تهاون البلد المضيف في منحهم حقوقهم. تأكيدهم على رغبتهم في العودة لوطنهم. عدم وجود دعم أو تمويل لإصدار صحفهم ومنشوراتهم، وخاصة الصحف باللغتين التركية والعربية المشتركة.” ثم أبدت بعض الملاحظات على المؤتمر عندما قالت لجيرون ” ملاحظاتي على المؤتمر تتمثل بعدة نقاط منها: ١-عدد اللاجئين من الإعلاميين المشاركين في المؤتمر الذين يمثلون اللاجئ السوري أو غير السوري متواضع جدًا. ٢-طرح السوريون مشاكلهم بشكل جيد، وكان صوتهم مسموعًا. ٣-الفرص التي أعطيت لممثلي اللاجئ لشرح مشاكله في بلد اللجوء مساحتها محدودة. وأخيرًا ومن خلال مناقشاتي مع مواطني البلد المضيف استطعنا أن-نساهم في الاندماج بين الطرفين اجتماعيًا وثقافيًا. -أكدنا للصحفيين الأتراك أننا لا نتلقى دعمًا ماديًا من الدولة التركية. وعلى العكس من ذلك نحن نقدم دعمًا اقتصاديًا عبر تلقينا مساعدات عائلية بالعملة الأجنبية. -إننا لم نأت للسياحة ولن نعود إلا برحيل المجرم الذي قتل شعبه ودمر البلاد وسلمها لروسيا وإيران. ” ثم قالت ” عندما سئلت لماذا لا أذهب إلى دولة غربية، أجبت إنني أعيش قريبة جدًا من حدود بلدي وأتهيأ فجر كل يوم للعودة إلى وطني، بالإضافة إلى ذلك أعتقد أننا قدمنا لإعلاميي البلد المضيف نموذجًا للمرأة السورية المتفهمة لما يجري حولها من أحداث وتحملها للمسؤولية الملقاة على عاتقها خلال هذه الظروف الصعبة”.
المصدر: جيرون