أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، عزم بلاده بدء عملية شرق الفرات، في غضون الأيام المقبلة، لـ”تخليصه من المنظمة الإرهابية الانفصالية”، في إشارة إلى “قوات سورية الديمقراطية”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” عمودها الفقري، وتسيطر على معظم المنطقة.
وقال أردوغان، خلال كلمة ألقاها في قمة الصناعات الدفاعية التركية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، “جنّبنا إدلب السورية أزمة إنسانية كبيرة، وجاء الدور لتنفيذ قرارنا بشأن القضاء على بؤر الإرهاب في شرق الفرات”، مضيفاً “أكّدنا ونؤكد أننا سنبدأ حملتنا لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية في غضون أيام”.
وحول استعدادات أنقرة للعملية، أشار الرئيس التركي بالقول “أكملنا الاستعدادات اللازمة، في الوقت الذي كنَّا نصدر التحذيرات حول شرق الفرات”، مستدركاً أننا “لا نستهدف القوات الأميركية، هدفنا هو العناصر الإرهابية النشطة في المنطقة”.
وأوضح أنه “رغم أن 80-85 في المائة من سكان منبج من العرب، إلا أن المدينة واقعة الآن تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية التي تتصرف بغطرسة هناك. الولايات المتحدة غير قادرة على إخراج الإرهابيين من هناك؛ إذن نحن سنخرجهم، فقد بلغ السيل الزبى”.
وبحث المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، يوم الجمعة، مع المبعوث الأميركي الخاصّ إلى سورية جيمس جيفري، توسيع التعاون بين البلدين في منبج شمالي سورية، ضمن اتفاق “خريطة الطريق”، ليشمل مناطق شرق نهر الفرات.
وأكد قالن وجيفري ضرورة عدم السماح بوجود أي تنظيم إرهابي قرب حدود تركيا.
وتدعم أميركا “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تسيطر اليوم، تحت مظلة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، على معظم منطقة شرق الفرات التي تعَدّ “سورية المفيدة” بثرواتها المائية والزراعية والنفطية، وتشكل أكثر من ربع مساحة سورية، إذ تسيطر على معظم أنحاء محافظة الرقة، وجزء كبير من ريف دير الزور شمال نهر الفرات، إلى جانب سيطرتها على معظم أنحاء محافظة الحسكة، أقصى الشمال الشرقي لسورية، باستثناء مربعين أمنيين للنظام في مدينتي القامشلي والحسكة، وأجزاء من ريف المحافظة.
كذلك تسيطر الوحدات على أجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي الشرقي، شرق نهر الفرات، وسلسلة قرى جنوب نهر الفرات تمتد من مدينة الطبقة غرباً وحتى مدينة الرقة شرقاً، على مسافة أكثر من 60 كيلومتراً، كما لا تزال موجودة في مدينة منبج شرق حلب وأجزاء واسعة من ريفها غرب نهر الفرات.
وتُعد “وحدات حماية الشعب” الكردية الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي أقام منذ سنوات مع أحزاب سورية كردية أقل شأناً وتأثيراً ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية” في المناطق التي يسيطر عليها، في محاولة واضحة لتكون نواة إقليم ذي صبغة كردية في شمال وشمال شرق سورية. ولم تعد خافية محاولات “الوحدات” الكردية تأسيس إقليم ذي صبغة كردية في سورية اعتماداً على دعم غربي صريح، وعلى قوة عسكرية ضاربة اكتسبتها خلال سنوات الحرب السورية، مستفيدة من حاجة واشنطن إليها، لتصبح القوة العسكرية الثانية في سورية بعد قوات النظام، مع امتلاكها عشرات آلاف المقاتلين من عرب وأكراد وتركمان.
كذلك استغل هذا الحزب الدعم الأميركي الكبير في محاولة خلق وقائع على الأرض لا يمكن تجاوزها في أي تسوية مقبلة، محاولاً تعميم ثقافة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، حتى داخل مناطق ذات غالبية خالصة من السكان العرب، خصوصاً محافظة الرقة التي يندر وجود الأكراد فيها.
المصدر: العربي الجديد