عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الأحد) عن «أسف شديد» تعليقاً على الانسحاب الأميركي من سوريا، بينما دعت المعارضة السورية واشنطن للتنسيق مع أنقرة بشأن الانسحاب لقطع الطريق أمام قوات النظام السوري والمتطرفين.
وقال ماكرون خلال زيارة للعاصمة التشادية نجامينا: «إنني آسف بشدة للقرار»، مضيفاً أنه يُنتظر من «الحليف أن يكون محل ثقة».
وأشاد الرئيس الفرنسي أيضاً بوزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الذي استقال بعد قرار الرئيس دونالد ترمب سحب كل الجنود الأميركيين من سوريا.
من جانبه، دعا رئيس هيئة التفاوض السورية، الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة، نصر الحريري اليوم، واشنطن لتنسيق انسحابها من مناطق سيطرة الأكراد مع تركيا والفصائل الموالية لها لقطع الطريق أمام قوات النظام والمتطرفين.
واعتبر الحريري على حسابه في موقع «تويتر» أن «انسحاباً أميركياً غير مدروس يمكن أن يولد فراغاً يتم ملؤه من قبل داعش أو النظام السوري والميليشيات الإيرانية»، مضيفاً: «لذلك ندعم بقوة فكرة أن يتم هذا الانسحاب التدريجي بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش الوطني وتركيا والفاعلين المحليين من أهالي المنطقة لمنع هذه المآلات الخطيرة».
و«الجيش الوطني»، هو عبارة عن تحالف فصائل سورية موالية لأنقرة خاضت إلى جانبها معركة السيطرة على منطقة عفرين، التي كانت تُعد أحد أقاليم الإدارة الذاتية الكردية، في وقت سابق من العام الحالي.
وأضاف الحريري أنه «يمكن تعزيز وزيادة دور قوى الثورة والمعارضة السورية بالتوازي مع الدور التركي الداعم لها في شمال شرقي سوريا»، وهي المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد ويطلق عليها أيضاً تسمية «شرق الفرات».
وقال الحريري إن واشنطن أبلغت هيئة التفاوض بـ«خطة انسحاب كامل وسريع» لقواتها.
ويخشى الأكراد أن يدفع القرار الأميركي بتركيا لتنفيذ تهديداتها بشن هجوم ضد مناطقهم.
وحذرت أنقرة في وقت سابق، من أن العملية العسكرية ضد الأكراد في شرق الفرات باتت وشيكة، قبل أن يعود الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ويعلن الجمعة تأجيلها على ضوء القرار الأميركي، مؤكداً أن «هذا التأجيل لن يكون لأجل غير مسمى».
واعتبر الحريري أنه «بغض النظر عن صوابية القرار الأميركي المتخذ أو خطورته إلا أنه علينا العمل من أجل تحويله إلى فرصة (…) وقطع الطريق أمام أي أجندة انفصالية وتعزيز دور الجيش الحر».
وتتهم المعارضة السورية وحدات حماية الشعب الكردية بالدفع من أجل الانفصال، فيما يؤكد الأكراد أن هدفهم هو الحكم الذاتي ضمن الدولة السورية.
المصدر: الشرق الأوسط