مصير _ خاص
بعد خمسة أيام من نشوب المعارك بين هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، والتي أدت إلى سيطرة الهيئة على مناطق واسعة في ريف حلب الغربي كانت تسيطر عليها حركة نور الدين الزنكي، تمكنت الجبهة الوطنية للتحرير من استعادة جميع المواقع التي خسرتها يوم الخميس الماضي في الريف الأدلبي، وهي قرى ميدان غزال وشهرناز والديرونة وشير مغار ومزرعة الجاسم وجب سليمان وشولين وارنبة وكرسعا والفقيع وجبل شحشبو في القطاع الجنوبي . كما أسرت الجبهة الوطنية للتحرير أكثر من 13 عنصر من تحرير الشام غرب قرية حيش في ريف إدلب الجنوبي، بينما لاتزال المعارك بين الطرفين مستمرة في عدة مناطق من الريف الغربي لمدينة حلب، لاسيما بعد سيطرة الهيئة على جمعية الأرمن، وقبلها جمعية الرحال. وأكدت عدة مصادر ميدانية من الأتارب ، قيام هيئة تحرير الشام يوم السبت بمحاصرة المدينة وقصفها بالرشاشات الثقيلة، وهي المعروفة برفضها دخول عناصر الهيئة إليها، وتم التوصل إلى اتفاق في الساعات الأخيرة من ليلة السبت، بين وجهاء المدينة والهيئة يقضي بحل فصيل ثوار الشام وبيارق الإسلام وهما من أبناء الأتارب، وإبقاء سلاح الكتائب المرابطة على جبهات النظام، وتبعية المدينة أمنياً وعسكرياً للهيئة، فيما تبعيتها إدارياً وخدمياً لحكومة الإنقاذ التابعة للهيئة، وعدم السماح لعناصر درع الفرات البقاء فيها أو العودة إليها.
من الجدير ذكره في ضوء هذه التطورات الساخنة، التي ضاعفت من معاناة المدنيين في الشمال السوري، وأدت إلى سقوط عدد من الشهداء و الجرحى من بينهم، وما طال عشرات المخيمات جراء القصف والاشتباكات العنيفة من أضرار مادية وبشرية، أن المعارك مرشحة للاستمرار والتصعيد، لاسيما أن القوى الرئيسية التي تقاتل الهيئة وهي حركة الزنكي وفصيلي صقور الشام وأحرار الشام، تؤكد جميعها في بياناتها على مواجهة ما تصفه بغي الهيئة على العديد من فصائل الثورة، في ظل تزايد السخط الشعبي في مناطق الشمال السوري على الهيئة، والمخاوف من نتائج هذا الاقتتال الدامي، بأن يكون مقدمة لصفقات سياسية على حساب سكان المناطق المحررة، ويبدو أن الأيام القليلة القادمة ستكشف المزيد من الحقائق حول مستقبل الحالة العسكرية والأمنية التي تشكلها الهيئة، التي قد يؤدي اتساع مناطق سيطرتها في الشمال السوري إلى سيناريوهات خطيرة تحت ذرائع محاربة الإرهاب، من بينها كما يشير عدة مراقبين، تمهيد المناخات لعودة النظام مجدداً إلى هذه المناطق ولو كان الثمن دفع مصير أكثر من ثلاثة مليون سوري إلى المجهول .