أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، عن فشل المشاركين في الجولة الـ12 من مفاوضات أستانة، في الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
وجاء تصريح لافرينتيف في ختام جولة المفاوضات، التي عقدت في العاصمة الكازاخية نور سلطان، خلال اليومين الماضيين.
وفي البيان الختامي للجولة أكدت الدول “الضامنة”؛ روسيا وتركيا وإيران، ضرورة الالتزام بوحدة أراضي سوريا وسيادتها، إضافة إلى مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة، ودانت اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل.
وأكدت الدول الضامنة رفضها أي محاولات لخلق حقائق جديدة على الأرض بذريعة “مكافحة الإرهاب”، كما عبرت عن عزمها على التصدي لمخططات انفصالية تهدف لتقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها والأمن القومي لدول الجوار.
واتفقت الدول الضامنة على مواصلة المشاورات حول شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا على أساس احترام سيادة البلد ووحدة أراضيه.
وجددت الدول الضامنة عزمها على الالتزام بتنفيذ اتفاق استقرار إدلب كاملا، بما في ذلك تسيير الدوريات المنسقة والعمل النشط لمركز التنسيق الثلاثي، كما أكدت مواصلة التعاون من أجل دحر “داعش” و”النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية بشكل كامل.
وأكدت الدول الضامنة على أن النزاع السوري ليس له حل عسكري، مجددة التزامها بدفع عملية سياسية يقودها ويجريها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وذكر البيان أن الدول الضامنة أجرت مشاورات مفصلة في ما بينها، ومع المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن، بهدف تسريع إطلاق اللجنة الدستورية السورية، وقررت إجراء جولة جديدة للمشاورات في جنيف، مؤكدة استعدادها لتقديم الدعم الكامل لجهود بيدرسن.
وأكدت الدول الضامنة ضرورة مواصلة العمل على تقديم المساعدة الإنسانية لجميع السوريين في كافة أراضي البلاد، ودعت المجتمع الدولي لزيادة دعم سوريا في المجال الإنساني.
وشدد البيان على ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لعودة آمنة وطوعية للاجئين السوريين وتقديم الدعم الدولي لهذه العملية.
ودعا البيان العراق ولبنان بصفتهما دولتين جارتين لسوريا للانضمام إلى عملية أستانة، مضيفاً أنه تقرر إجراء الجولة التالية للمفاوضات بصيغة أستانة في العاصمة الكازاخية في تموز/يوليو المقبل.
وكان ممثلو روسيا وإيران، قد التقوا صباح الجمعة، في إطار اللقاءات الفنية الثنائية والثلاثية، في فندق ريتز كارلتون، مع ممثلي المعارضة العسكرية السورية، ومع وفد النظام. وعقد ممثلو الدول الضامنة جلسة ثلاثية، بحثوا خلالها آخر الأوضاع في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب، وشمال شرقي سوريا، ومسألة الانتهاء من تشكيل لجنة صياغة الدستور، وتدابير بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة. وتناولت الجلسة الثلاثية مسألة عودة اللاجئين، والوضع الإنساني، وإعادة الإعمار بعد الحرب.
المتحدثة الرسمية للشؤون السورية في الخارجية الأميركية صوفيا خلجي، كانت قد قالت إن مسار أستانة أثبت أنه غير قادر على منع العنف أو تحقيق مكاسب جوهرية نحو السلام في سوريا، ودعت موسكو وكافة الأطراف الفاعلة بالملف السوري لدعم قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحل السياسي في سوريا.
المبعوث بيدرسن، كان قد عبر الخميس عن أمله باستمرار التقدم في عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية. ووصف بيدرسن المشاورات التي أجراها مع أطراف عملية أستانة، بما فيها الحكومة السورية بـ”الجيدة جدا”. وأعرب عن أمله في استمرار هذه المناقشات وعقد لقاء مع الأطراف السورية بصيغة جنيف قريبا.
وبشأن سير عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية، قال بيدرسن: “لا نزال قيد المناقشة سواء في ما يتعلق بالأسماء أو ما نسميه القواعد الإجرائية أو المرجعيات. وآمل بأننا سنستمر في التقدم بهذا الملف أيضا”. وتابع قائلا: “يجب أن نسير خطوة تلو أخرى ويجب أن نجد سبيلا لكي نتفق على تشكيلة اللجنة الدستورية ومن ثم نبحث في كيفية بدء عملها”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك اقتراب من تسوية الأزمة السورية، قال بيدرسن: “من الصعب القول إننا أصبحنا قريبين من الحل ولكن المهم هو أن نصل إلى اتفاق ونرغب برؤية أفق لبداية بناء السلام في سوريا”.
المصدر: المدن