دخلت السويداء فصلاً جديداً من فصول الفلتان الأمني، مع اغتيال مسلحين مجهولين يرتدون زي المتدينين الدروز، لعنصر من الفصائل المحلية قرب منزله، بحسب مراسل “المدن” يزن الحلبي.
مصادر “المدن” أشارت إلى أن القتيل دانيال القرعوني، ينتمي لـ”بيرق الفزعة” التابع لـ”شريان الكرامة”. والقرعوني متهم بتجارة السيارات المسروقة وعمليات الخطف، لكن فصيله نعاه “شهيداً” على يد من وصفهم بـ”دواعش الداخل الأمنيين” وتوعد مرتكبي الجريمة بـ”الموت”.
رفاق وأقارب القرعوني، توعدوا بالهجوم على مقام “عين الزمان”، المقر الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، وهددوا بمحاسبة شيخ العقل يوسف جربوع، المسؤول عنه، إلا أن عائلة القتيل طلبت ضبط النفس واتهمت أيادي خفية بالوقوف وراء الحادثة.
وكان الشيخ جربوع، قد خرج في مقطع مصور قبل أيام، هو الأول من نوعه، وجه فيه رسالة لأبناء السويداء، مشيراً إلى مشروع فتنة يحاك للمحافظة، وقال إن ملامح حرب جديدة بدأت من الداخل تهدف إلى ضرب وحدة الصف وتفكيك المجتمع وتقويض دعائمه الأخلاقية، محذراً من الوقوع في مطب الخلافات والانجرار إلى الاقتتال الداخلي، وأكد أن ما تمر فيه المحافظة الآن من أصعب المراحل في تاريخها.
وكان جربوع قد عقد اجتماعات مع عائلات مدينة السويداء وفصائلها المسلحة، خلال الأزمة مع “قوات شيخ الكرامة”. وطالت الشيخ جربوع، اتهامات بتأجيج الخلافات الداخلية، عبر تفويض بعض الفصائل بدماء من وصفهم بـ”الزعران”، وتحريضهم على “مكافحة العصابات”، في ظل تعمق الخلافات بين مشايخ العقل الثلاثة بعد التداعيات الأخيرة.
من جهة أخرى، احتجز أهالي بلدة ضمير بريف دمشق 3 سائقين من السويداء مع شاحناتهم، رداً على اختطاف عصابات السويداء لـ4 تجار من ضمير. واحتجز أهالي مخطوف في درعا شخصين من السويداء. وجهاء درعا وضمير، ضغطوا لإطلاق سراح المحتجزين لديهم، كبادرة حسن نية، في حين أطلقت عصابات السويداء سراح المخطوف من درعا، فجر الثلاثاء، مقابل 10 ملايين ليرة، وتصر على مبلغ 100 مليون ليرة للإفراج عن أبناء ضمير.
رئيس اللجنة الأمنية في السويداء، رئيس “الأمن العسكري” بالوكالة كفاح الملحم، كان قد قال خلال اجتماع مع وجهاء ومرجعيات دينية من السويداء، من ضمنهم الشيخ جربوع، بأن “بشار الأسد لا يريد الدم في السويداء”. وأشار الملحم إلى أن مهمة ضبط الأمن في الفترة الراهنة، يجب أن تقع على عاتق الفصائل المحلية والعائلات في المحافظة، ملمحاً بتوفير غطاء لهم من النظام في حال قرروا محاربة العصابات.
التداعيات الأمنية لفتت أنظار الروس، وطرح “مركز المصالحة الروسي في المنطقة الجنوبية” على لجنة السويداء الأمنية، تعيين مندوب روسي في السويداء عماد العقباني، قائداً لـ”مركز الدفاع الوطني”، أكبر المليشيات الموالية المدعومة من “حزب الله”. وبرر الروس ذلك بقدرة “الدفاع الوطني” على تطويع 70% من الفصائل المحلية لصالحه، ودفعه لضبط الأوضاع الأمنية وملاحقة المجرمين. لكن قيادة “الدفاع الوطني”، رفضت الاقتراح في بداية الأمر، قبل أن تصلها أوامر بضرورة منح العقباني، مركزاً هاماً، فتم تعيينه كضابط ارتباط بين “الدفاع” وروسيا.
المصدر: المدن