تستمر روسيا والنظام في الحملة العسكرية على مناطق في إدلب وريف حماة الشمالي، وسط سقوط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح، ومحاولات ميدانية فاشلة من النظام للتقدم على محور الكبينة، وكذلك على محور الكركات ومحور القصابية، في الوقت الذي ظهر فيه القائد العام لـ (هيئة تحرير الشام) أبو محمد الجولاني، أمس الأحد، في فيديو مصور داعيًا إلى “حمل السلاح”، وعادًّا أن تصعيد النطام والروس أسقط كافة الاتفاقيات حول إدلب.
عن التطورات الميدانية خلال الـ 24 ساعة الماضية، قال النقيب ناجي مصطفى، المتحدث باسم (الجبهة الوطنية للتحرير) في حديث إلى (جيرون): إن “النظام حاول يوم أمس واليوم التقدم على محور الكبينة، وكذلك على محور الكركات ومحور القصابية، ولم يستطع التقدم، وحاول التسلل على أكثر من جبهة، وتم صد جميع هذه المحاولات وتكبيده خسائر كبيرة”.
بدوره، أشار محمد رشيد، مدير المكتب الإعلامي في (جيش النصر)، إلى أن “النظام يوميًا يتكبد خسائر، واليوم تم تدمير سيارة مليئة بالمقاتلين في تل هواس، ولم يتم التقدم في مناطق جديدة، على الرغم من جميع محاولاته”، وأضاف لـ (جيرون) أنه “يوجد مشاركة روسية كبيرة في المعركة وكذلك الميليشيات الإيرانية، وقد قتلنا عددًا من العناصر الإيرانيين، ولدينا هوياتهم ومكتوب عليها (فيلق القدس)”.
كما عقّب مصطفى، حول الأنباء عن إرسال تعزيزات عسكرية لفصائل المعارضة من ريف حلب الشمالي إلى جبهات القتال، بالقول: “نحن في الجبهة الوطنية لدينا قوات في عفرين وريف حلب الشمالي، ولدينا معسكرات هناك، قمنا بإرسال تعزيزات من تلك المناطق إلى خطوط الاشتباك في سهل الغاب وريف حماة”، وتابع: “إذا احتاج الوضع خلال الأيام القادمة إلى مزيد من التعزيزات؛ فسيتم ذلك”.
إلا أن الرائد يوسف حمود، المتحدث باسم (الجيش الوطني)، نفى في حديث إلى (جيرون) أن يكون فصيله قد أرسل تعزيزات بشكل نظامي رسمي، وقال: “بعد الهجمة التي أطلقها النظام بدعم روسي، اتجه عدد كبير من المقاتلين في صفوف (الجيش الوطني) للدفاع عن أرضهم ومناطقهم، والقتال إلى جانب الفصائل في مناطق الاشتباك”.
في السياق، ذكر (المرصد السوري لحقوق الإنسان) اليوم الاثنين، أن طائرات روسية نفذت صباح اليوم ثلاث غارات “على الأقل” مستهدفة “قرية ميدان غزال، ضمن جبل شحشبو بريف حماة والواقعة على مقربة من قرية شير مغار، حيث توجد نقطة مراقبة تركية”، وأضاف أن “أكثر من 4 طائرات مروحية” حلقت صباح اليوم في سماء جبال الساحل وريف حماة، وألقت براميل متفجرة على “محور كبانة في جبل الأكراد، وأماكن أخرى في قريتي حورتا والصهرية بجبل شحشبو، وسط استهداف قوات النظام بأكثر من 280 قذيفة وصاروخ محور كبانة ومحاور أخرى بجبل الأكراد منذ الصباح”.
كما “قصفت قوات النظام، صباح اليوم الاثنين، أماكن في كفرحمرة بضواحي مدينة حلب الشمالية الغربية”، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن الطيران الحربي التابع لقوات النظام “نفذ غارات على أماكن في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع براميل متفجرة ألقاها الطيران المروحي على بلدة تل عاس جنوب إدلب”.
ووفق المرصد، فإن عدد ضحايا الحملة التي بدأها النظام والروس في نيسان/ أبريل الماضي بلغ “327 شخصًا”، بينهم “119 مدنيًا، منهم 22 طفلًا و30 مواطنة”، وتابع أنه “قتل في الفترة ذاتها 117 على الأقل من المجموعات الجهادية والفصائل الأُخرى، في الضربات الجوية الروسية وقصف قوات النظام واشتباكات معها، إضافة إلى مقتل 104 عناصر من قوات النظام في استهدافات وقصف من قبل المجموعات الجهادية والفصائل”.
وكان أبو محمد الجولاني، القائد العام لـ (هيئة تحرير الشام)، قد ظهر أمس الأحد في فيديو مصور، وقال: “نتوجه إلى أي قادر على حمل السلاح، وأي قادر على أن يقوم بواجبه الجهادي، إلى أن يتوجه الى ساحة المعركة”، مضيفًا أن التصعيد الأخير “نتاج لفشل المؤتمرات السياسية ومحاولة الخداع السياسي التي كان يُحضر لها للالتفاف على الثورة السورية، من أستانا الى سوتشي”.
وأشار إلى أن الهيئة “تعمل بقدر استطاعتنا وأرسلنا مؤازرات كثيرة، وأعيننا على الجبهات الأخرى التي يمكن أن يعمل الروسي والإيراني على فتحها”، وقال إنهم “ضربوا القوة المركزية للنظام في كفرنبودة وكبدوها خسائر كبيرة، وأنه يراجع حساباته، ولم يحقق تقدمًا لأي من الأهداف التي جاء من أجلها”.
وعدّ أن هذه الحملة التي يشنها النظام والروس، أعلنت “وفاة كل الاتفاقيات والمؤتمرات السابقة، ومن كان يرعاها أو يشارك فيها”، وعقّب أنها أظهرت أن “الاعتماد على القوة العسكرية فقط”، وأكد أن “من حق الثوار أن يقصفوا هذه القاعدة (قاعدة حميميم الروسية) التي تتسبب في قتل الشعب السوري”، وتابع: “المعادلة واضحة، فإذا أرادت القيادة الروسية أن توقف القصف عن حميميم، فعليها بكل بساطة أن تتوقف عن دعم النظام وعن قتل الشعب السوري”، على حد قوله.
حول ظهور الجولاني، قال عمر حذيفة، الشرعي العام في (فيلق الشام)، لـ (جيرون) إن هذا الظهور “قد يكون رسالة إلى الروس وغيرهم أنه في الميدان”، لافتًا إلى أن الوضع الميداني في إدلب يعكس “الخيبة الكبيرة التي وقع الأعداء بها، وذلك من خلال الكم الهائل من البراميل والصواريخ والقذائف التي استخدموها في بقعة صغيرة من الأرض المحررة”، وشدد على أنهم “لم يستطيعوا التقدم وإحراز ما أرادوه، بل عادوا إلى مرحلة الدفاع عن أنفسهم، بعد أن تكبدوا أكثر من مئة وستين قتيلًا ومئات الجرحى خلال الأيام الماضية”، وعدّ أن “عملية كسر العظم التي أرادوها انقلبت عليها سوءًا وخيبة”، على حد تعبيره.
يذكر أن بيانًا لـ (منسقو الاستجابة في الشمال السوري) صدر اليوم الاثنين، أشار إلى ازدياد أعداد القتلى المدنيين إلى 455 ضحية، بينهم 139 طفلًا منذُ شهر شباط حتى 13 أيّار/ مايو، نتيجة الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا على مناطق (إدلب، وحماة، وحلب، واللاذقية) الواقعة ضمن المنطقة المنزوعة السلاح.
وبحسب البيان، فإن أعداد العائلات النازحة من المناطق المستهدفة في الشمال السوري، بلغت منذ 29 نيسان/ أبريل حتى 13 أيّار/ مايو، أكثر من 76217 عائلة (474832) نسمة موزعين على أكثر من 35 نقطة في مناطق (درع الفرات – غصن الزيتون) ومناطق شمال غرب سورية، إضافة إلى مخيمات النزوح المحاذية للحدود التركية”
المصدر: جيرون