نعى “جيش العزة”، الأربعاء، 4 مقاتلين من صفوفه، قتلوا داخل بلدة كفرنبودة شمالي حماة في 26 أيار/مايو، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وكان القتلى من بين المجموعات المسلحة المعارضة المرابطة في كفرنبودة، أثناء العملية العسكرية التي نفذتها المليشيات لاستعادة السيطرة على المدينة. ورفض المقاتلون الأربعة الانسحاب أثناء اجتياح المليشيات، ونفذوا كمائن ضدها في الحي الشمالي الشرقي، واشتبكوا معها بالأسلحة الخفيفة، وقتلوا عدداً من عناصر “الفيلق الخامس” و”فوج الطرماح” التابع لـ”قوات النمر”.
ودامت الاشتباكات لساعات، أصيب خلالها اثنان من المقاتلين، ما اضطرهم للتخفي في مغارة تقع في الأطراف الشمالية الشرقية من المدينة، فلاحقتهم المليشيات وحاصرتهم وقصفتهم بقذائف الدبابات والقنابل اليدوية، ومن ثم قامت الجرافات بردم المغارة بالتراب.
مليشيات النظام الروسية استغلت الحادثة للترويج لنفسها، وبدأت بنسج القصص والملاحم البطولية لعناصرها في أرض المعركة. في إحدى روايات “قوات النمر”، قُتِلَ 30 مقاتلاً من المعارضة داخل المغارة، بينهم ضباط، وأربعة كانوا قرب المغارة يحاولون مساعدة العالقين فيها، وقتل العشرات من مقاتلي المعارضة القادمين من محور الهبيط على يد عناصر “فوج الطرماح”، كانوا في طريقهم لفك الحصار عن رفاقهم.
روايات أخرى للمليشيات قالت إن عدد مقاتلي المعارضة القتلى داخل المغارة يزيد عن 50 مقاتلاً، بينهم ضباط أوروبيون وأميركيون وأتراك، يقاتلون إلى جانب الفصائل المعارضة. وبحسب روايات المليشيات، تم القضاء على المجموعة المتحصنة بعدما وضعوا في المغارة كمية هائلة من المتفجرات والقنابل، وأشعلوا الإطارات داخلها ليختنق المقاتلين، ومن ثم تم ردمها.
أنصار المليشيات تفاعلوا مع حادثة المغارة واقترحوا التعامل في الحوادث المشابهة بجدية أكبر، واستخدام طرق وأساليب قتل “أكثر نجاعة”، كقتل المُحاصرين بالغازات السامة، من الكلور والسارين، أو قتلهم حرقاً، وإشعال المواقع المستهدفة بالنيران.
القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، أكد لـ”المدن”، أن المليشيات تكذب، ورواياتها حول حادثة المغارة من نسج خيالها المتوحش، لم يكن هناك ضباط أو أجانب، ولا الأعداد التي تحدثت عنها المليشيات. وما جرى أن 4 مقاتلين من “جيش العزة” لجأوا إلى مغارة في أطراف كفرنبودة بعدما اشتبكوا مع المليشيات في أكثر من موقع داخل المدينة، وكان هدفهم التخفي في المغارة وإسعاف المصابين منهم. لكن المليشيات لاحقتهم وخاضوا معها معركة عنيفة ورفضوا الاستسلام. وقد تم استخدام قذائف “أر بي جي” والصواريخ المضادة للدروع والقنابل اليدوية ضدهم، فدُمرت المغارة، وردمتها جرافات المليشيات.
وأضاف بكور: حاول مقاتلو “جيش العزة” ومقاتلون من الفصائل، أكثر من مرة الالتفاف على المليشيات لسحب الجثث، خلال الأيام الماضية لكن لم تنجح المهمة بسبب الحاجة لآلات حفر وجرافات.
وبحسب بكور: “معارك مليشيات النظام الروسية منذ بدايتها شمال حماة لم تكن في أي جولة من جولاتها ملحمية يمكن استغلالها في الخطاب الموجه لجمهور الموالين، أو استخدامها لرفع معنويات عناصرها، وفي جميع مراحل المعركة كانت المليشيات هي الطرف الأضعف في المواجهة المباشرة مع المعارضة، ولولا النيران الكثيفة التي كانت تمهد لها وتحميها، جواً وبراً، لفر عناصر المليشيات من مواقعهم وخطوط الاشتباك بشكل مضحك أمام هجمات المعارضة”.
وبحسب بكور، تحاول المليشيات من خلال الترويج لقصص البطولات المتخيلة التغطية على خسائرها الكبيرة في معارك حماة والتي تجاوزت الـ500 عنصر في وقت قياسي، قتل معظمهم بنيران المعارضة القريبة، والاستهداف المباشر بواسطة مضادات الدروع. وهناك جيش الكتروني يروج لمليشيات النظام في معركة حماة وادلب، وليس لديه مادة واقعية يمكن الاعتماد عليها في دعايته لذا يلجأ للأكاذيب والبطولات المتوهمة.
حجم الخسائر يعكس انخراط مقاتلي المعارضة في المعارك بشكل أكبر من مقاتلي الفصائل السلفية. وما تروج له المليشيات من قتالها “الهيئة”، بشكل خاص في ميدان المعركة، هو محض اختلاق.
المصدر: المدن