مصير_ خاص
ضمن فعاليات تجمع مصير لإحياء الذكرى ( 71 ) للنكبة الفلسطينية، أقام التجمع حفل إفطار رمضاني لعوائل الشهداء والمعتقلين، بحضور حشد كبير من العوائل السورية والفلسطينية المتواجدة في مدينتي كلس وغازي عنتاب، وذلك يوم الخميس الموافق 30/5/ 2019، في مدينة غازي عنتاب التركية.
بعد ترحيب عريفة الحفل السيدة زين ملاذي بالحضور الكريم، دعتهم إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية وفلسطين وكل شهداء ثورات الربيع العربي، ثم ألقى الأستاذ أكرم عطوة أمين سر مكتب التنسيق العام في تجمع مصير كلمة التجمع، رحب فيها بعوائل الشهداء والمعتقلين، وممثلي القوى السياسية ونشطاء الثورة، وتناول في كلمته دلالات إحياء الذكرى (71) للنكبة، وما يعانيه فلسطينيو سورية اليوم، من أوضاع مأساوية على كافة الصعد، نتيجة جرائم الأسد بحقهم منذ بدايات الثورة السورية، وهو ما تسبب بوقوع نكبتهم الثانية، التي هي استمرار أشد إيلاماً لنكبتهم الأولى على يد العدو الصهيوني، وأكد عطوة في كلمته، على تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة إلى ديارهم، رغم كل محاولات ومشاريع تصفية قضيتهم، وآخرها صفقة القرن الأمريكية، التي يرفضها الشعب الفلسطيني جملةً وتفصيلاً، لأنها تنسف كافة الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة.
كما تناول في كلمتة التحديات التي تواجه الثورة السورية، وتوغل الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، في جرائمهم ومجازرهم الفظيعة ضد أهلنا في إدلب وأرياف حماة وحلب، والصمت المخزي للمجتمع الدولي على تلك المجازر بحق المدنيين الأبرياء، وأشاد عطوة باسم تجمع مصير بالتضحيات الكبيرة التي بذلها الثوار على جبهة “كفر نبودة” رغم الاختلال الكبير في موازين القوى العسكرية، مما يضاعف من مسؤوليات الدفاع عن الثورة ومشروعها الوطني، ويفرض استخلاص الدروس والعبر من المسارات السياسية، التي أضرت بالثورة وأدت إلى تشتيت قواها واستنزافها. بسبب غياب مشروع سياسي يجمع بين كافة القوى السياسة والعسكرية والمدنية، ويكون رافعة لتحقيق أهدافها.
ختم عطوة كلمته بالتأكيد على وحدة المصير السوري الفلسطيني المشترك، ووحدة قضية الحرية والتحرر التي تجمع بينهما، ووجه تحية إكبار وإجلال لأرواح الشهداء السوريين والفلسطينيين الذين قضوا في محطات الثورة السورية، وإلى المعتقلات والمعتقلين المغيبين في الزنازين الأسدية، وإلى الأسيرات والأسرى في سجون العدو الصهيوني، ومذكراً الحضور بأن خلاص الشعب السوري من نظام الإجرام والإبادة الأسدي، هو الطريق الحقيقي للقدس ونيل الحقوق وهزيمة كافة قوى العدوان والطغيان.
كلمة عوائل الشهداء ألقتها الطالبة جنين إبراهيم، وأكدت خلالها على التضحيات العظيمة التي دفعها الشعب السوري ومعه فلسطينيي سورية، على دروب الثورة السورية المباركة، وقالت: إن كل بيت في سورية فيه حكاية شهيد وأكثر، وقد أصبحت سورية سرداق عزاء كبير، بسبب ما فعله هذا النظام المتوحش، الذي شجعه صمت العالم وتواطؤ المجتمع الدولي، على استباحة دماء أهلنا بكل حقد وشراسة، وأضافت؛ لم يفرق النظام بين الأحرار الذين ثاروا على سلطته الغاشمة سواء أكانوا سوريين أو فلسطينيين، فمجازره المتنقلة بالكيماوي وبالبراميل المتفجرة وبقتل وتعذيب المعتقلين، وبالحصار والتجويع حتى الموت أكثر من أن تحصى، ومع كل ذلك سنبقى صامدين ومتمسكين بثورتنا حتى سقوط الطاغية، لأننا أصحاب قضية عادلة وأصحاب أعظم ثورة بتضحياتها وبطولاتها، ولن نستسلم ولن نركع مهما أجرموا بحقنا.
كما ألقى الأستاذ حسن النيفي كلمة المعتقلات والمعتقلين في مسالخ الأسد، عبّر فيها عن معاناة مئات ألوف السوريين في مسالخ التعذيب والتغييب الأسدي، وهي معاناة تفوق الوصف والخيال، وتدل على طبيعة هذا النظام المتوحش، الذي استخدم كل وسائل الإذلال والتعذيب بحق المعتقلين، وقام بقتل الآلاف منهم، وملف قيصر ليس الوحيد على جرائمه وانتهاكاته التي تستوجب محاكمة رئيس العصابة بشار الأسد، وكل من شاركوه تلك الجرائم المروعة أمام القضاء الدولي. وأكد نيفي أن إهمال ملف المعتقلين طيلة السنوات الماضية، يشكل وصمة عار بحق العالم، فما يجري في أقبية الزنازين والمعتقلات الأسدية هي جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، يتم ارتكابها بشكل ممنهج كأحد وسائل تصفية الثورة وتركيع السوريين، وطالب نيفي في كلمته تصعيد الحملات الشعبية والحقوقية والمدنية، للضغط على العصابة الأسدية في كافة المحافل الدولية، لإجبارها على اطلاق سراح المعتقلين، وإنقاذ من تبقى منهم بأقصى سرعة، وختم نيفي كلمته بتوجيه التحية والتقدير لتضحيات المعتقلين السوريين في مسالخ الأسد، وكذلك للأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني.
وتحدث الدكتور وجيه جمعة رئيس المجلس السوري التركماني، في كلمته إلى عوائل الشهداء والمعتقلين، حيا خلالها التضحيات الكبيرة التي بذلها شعبنا السوري خلال الثورة على طريق نيل حريته وكرامته، وبأن شلالات الدماء التي تغطي سورية، وصرخات وعذابات المعتقلين، هي التي تكتب فجر سوريا القادم، وأن مشاركة الفلسطينيين الأحرار في الثورة السورية وتضحياتهم الكبيرة، ما يؤكد على وحدة المصير الذي يجمعنا معاً.
ووجه الأستاذ عبد الله باش اييت، مسؤول الملف السوري في وقف بلبل زادة التركي، تحية الإخاء والمحبة للشعبين السوري والفلسطيني، وما يحمله هذا اللقاء من بواعث الأمل والثقة بقدرة الشعوب على تحقيق أهدافها وتطلعاتها، مهما طال الظلم وتعددت أشكال المعاناة.
اختتم الحفل بقصائد وطنية قدمها المنشد أحمد شكري.