فيما شددت موسكو على أن التغافل عن هجمات “الإرهابيين” في محافظة إدلب ومحيطها (شمال غربي سورية) “أمر مستحيل”، ارتكب النظام السوري مجزرة جديدة في المنطقة الخاضعة للاتفاق الروسي – التركي، قتل خلالها 5 بينهم اطفال واصيب 10 اخرين.
وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن العسكريين الروس والأتراك يواصلون اتصالاتهم لمنع التصعيد في إدلب، مشيرة إلى أن “التغافل عن هجمات الإرهابيين أمر مستحيل”. وقالت زاخاروفا في موجز صحافي، اليوم الأربعاء: “بالرغم من الاستفزازات والهجمات العدوانية للإرهابيين لا تزال روسيا متمسكة بالاتفاقيات التي توصلت إليها مع تركيا حول استقرار الوضع في إدلب. ويواصل عسكريو دولتينا الاتصالات الدائمة وتنسيق أعمالهم من أجل منع تصعيد العنف وعدم الاستقرار”. وأضافت: “في الوقت ذاته لا يمكننا التغافل عن الأعمال الاستفزازية الخطيرة للإرهابيين التي تهدد القاعدة الجوية في حميميم والعسكريين السوريين والسكان المدنيين”.
وأكدت الديبلوماسية الروسية “قلق موسكو من الوضع في إدلب حيث لا يتخلى الإرهابيون عن محاولاتهم الرامية لتفاقم الوضع عن طريق تنظيم استفزازات جديدة باستخدام الأسلحة الكيماوية”، موضحة: “ويدل على ذلك واقع أن العسكريين السوريين عثروا على مشفى ميدان تابع لموظفي الإغاثة الوهميين من (منظمة) الخوذ البيضاء في تجمع سكني شمال محافظة حماة”. وتابعت: “تم أثناء تفتيش هذه المنشأة العثور على كمية كبيرة من وسائل الحماية الكيماوية، بما فيها الأقنعة الواقية من الغاز والأزياء الخاصة والأدوات والمعدات الطبية. وندعو المجتمع الدولي إلى التعامل بكل جدية مع المسرحيات المحتملة واستخدام الأسلحة الكيماوية من جانب الإرهابيين، الأمر الذي قد تحدثنا عنه أكثر من مرة”.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان انه “تصاعد في حدة القصف الجوي من قبل طائرات النظام الحربية منذ صباح اليوم الأربعاء، حيث ارتفع إلى 61 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها، مستهدفة كل من معرة حرمة وكفرعويد ومعرة الصين وحزارين وجبل الأربعين وسفوهن وكنصفرة واحسم ودير سنبل والفقيع ومحيط كفرنبل، وخان شيخون وترملا والشيخ مصطفى وأريبنة وكرسعة ضمن ريف إدلب الجنوبي، ومحور كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي”، واضاف انه وثق “مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية في بلدة كفرعويد، حيث قتل 5 سوريين بينهم طفلان ومواطنة، بالإضافة لإصابة أكثر من 10 آخرين بجراح مما يرشح ارتفاع حصيلة القتلى، في حين يشهد محور كبانة في جبل الأكراد عمليات قصف مكثفة بعشرات القذائف الصاروخية من قبل قوات النظام”.
ولفت المرصد الى “اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والمجموعات الجهادية على محور خربة الناقوس بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ترافقت مع قصف واستهدافات ومتبادلة وسط معلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى بين الطرفين”.
واضاف انه “مع سقوط المزيد من الخسائر البشرية فإنه يرتفع إلى 1116 شخص ممن قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف ضمن منطقة “خفض التصعيد” في 30 من نيسان (ابريل) الماضي.
في المقابل قالت وكالة الانباء السورية (سانا): “أوقعت وحدات من الجيش بضربات مكثفة بسلاحي المدفعية والصواريخ قتلى ومصابين في صفوف المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي بالتوازي مع تنفيذها عمليات على محاور تحرك وخطوط إمداد الإرهابيين في ريف إدلب الجنوبي ردا على مواصلة المجاميع الإرهابية خرق اتفاق منطقة خفض التصعيد”. وافادت بـ “أن وحدات من الجيش ردت فجر اليوم بضربات صاروخية ومدفعية على اعتداءات إرهابيي كتائب العزة وجبهة النصرة مستهدفة مواقع انتشارهم ومحاور تحركهم في الزقوم وقليدين والزكاة بالريف الشمالي ما أسفر عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أوكار لهم ومنصات إطلاق صواريخ يستخدمها الإرهابيون في الاعتداء على نقاط الجيش والمناطق الآمنة المجاورة”.
المصدر: الحياة