عبيدة الحموي
في محاولة من مليشيات النظام الروسية لاستعادة ما خسرته من مواقع لصالح المعارضة، ليل الخميس/الجمعة، في ريف حماة الشمالي الغربي، تدور منذ صباح الجمعة، معارك عنيفة جداً، وسط استخدام مكثف للطيران والقصف المدفعي والصاروخي.
وقد سيطرت فصائل المعارضة المسلحة، ليل الخميس/الجمعة، على قريتي تل ملح وكفرهود وحاجز الجبين في ريف حماة الشمالي الغربي، بعد اشتباكات عنيفة مع مليشيات النظام الروسية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وأطلقت المعارضة المعركة ضد المليشيات بهدف استعادة المناطق التي خسرتها مؤخرا والضغط على روسيا وقوات النظام لمنعها من التقدم والتوغل أكثر في منطقة جبل شحشبو ومحور كفرنبودة باتجاه ريف إدلب الجنوبي.
وتشارك “هيئة تحرير الشام” في المعركة التي أطلقت عليها اسم “غزوة الشيخ المعتصم بالله المدني”، وأيضا “الجبهة الوطنية للتحرير” التي أطلقت على المعركة اسم “دحر العدوان”، و”جيش العزة” الذي أطلق على المعركة اسم “كسر العظم”.
مواقع استراتيجية بيد المعارضة
القصف المكثف من قبل فصائل المعارضة على مواقع مليشيات النظام في الجبين، أجبرها على الانسحاب. وتقدمت الفصائل بعد كسر الخطوط الدفاعية الأولى لقوات النظام، وسيطرت على عدد من المواقع. بالتزامن مع التقدم على جبهة الجبين، تقدمت المعارضة باتجاه قرية تل ملح، وتمكنت من السيطرة عليها. ومنها تقدمت وسيطرت على قرية كفرهود.
وتعتبر قريتا تل ملح والجبين، خط الدفاع الأول للمليشيات عن قرى وبلدات ريف حماة الغربي. وبالسيطرة عليها تمكنت المعارضة من قطع طريق السقيلبية-محردة، وبالتالي قطع طريق الإمداد السريع بين ريف حماة الشمالي والغربي، كما قطعت طريق السقيلبية-حماة.
أولى النتائج لتقدم المعارضة كانت إجبار المليشيات والروس على نقل القتلى والجرحى باتجاه مصياف، وسلوك طرق فرعية للوصول إلى منطقة السقيلبية.
التمهيد على مواقع النظام
استبقت فصائل المعارضة هجومها على مواقع مليشيات النظام بقصف مواقع تمركزها على طول خطوط التماس بالمدفعية الثقيلة؛ تل هواش والقصابية وكفرنبودة والمغير والحماميات والجبين وتل ملح. واستهدفت المعارضة القواعد الخلفية لقوات النظام والروس في ريف حماة الغربي، بصواريخ الغراد، فقصفت دير محردة وتل صلبا والشيخ حديد وبريديج التي تتمركز فيها المليشيات. واستهدفت المعارضة مهبط الطائرات المروحية في جب رملة، بالطائرات المسيرة.
“جيش العزة” استهدف مجموعتين لقوات النظام على جبهة تل ملح بصواريخ موجهة، وأعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير” عن تمكنها من تدمير دبابة على محور القصابية وتدمير قاعدة مضاد دروع على جبهة الحماميات. وأُجبرت طائرة مروحية كانت تقصف خطوط الاشتباك، على الهبوط بالقرب من دير محردة نتيجة عطل فني.
القوات الروسية تخلي مواقعها والتركية تدعم قواعدها
وبعد تعرض مواقع تابعة للجيش الروسي في تل صلبا وبريديج للقصف، أُجبرت القوات الروسية على الانسحاب باتجاه السقيلبية خوفاً من وقوع خسائر بشرية مباشرة، حيث اتخذت من السقيلبية مركزاً لتجميع القوات المنسحبة والمؤازرات القادمة إلى المنطقة. واصطحبت القوات الروسية المنسحبة معها قسماً من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ التي كانت تتمركز في تل صلبا والشيخ حديد، خشية وصول المعارضة إلى المنطقة والسيطرة عليها.
من الجانب الآخر، تعرضت نقطة المراقبة التركية في شير مغر لقصف بقذيفة مدفعية مما أدى إلى اشتعال حريق داخلها. وبالتزامن مع هذه المعارك وصل رتل عسكري تركي إلى نقطة المراقبة في مورك، قوامه قرابة 40 آلية جاءت من نقطة الصرمان في ريف إدلب الشرقي. ودخل الرتل من معبر كفرلوسين العسكري الواقع في ريف إدلب الشمالي.
نزوح في مناطق النظام
مع تقدم فصائل المعارضة شهدت المناطق القريبة من خطوط الجبهات، نزوحاً للسكان من كرناز والشيخ حديد، إلى التريمسة ذات الغالبية السنية، ونزحوا منها باتجاه العشارنة ليتوزعوا في ريف حماة الغربي. وحاولت قوات النظام منع الأهالي من النزوح. كما قام أهالي قرية الصفصافية العلوية بقطع الطريق على الأهالي النازحين، وإجبارهم على العودة إلى قراهم، وإطلاق النار عليهم، ووصفهم بـ”الخونة”.
“القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية” قالت في “تلغرام”: “نحث السكان المحليين في مناطق محردة والسقيلبية في ريف حماة على النزوح المؤقت إلى مدينة حماة بسبب اختراق المجموعات المسلحة لمناطق محاذية حيث باتت الطرق مرصودة نارياً”. وأضافت: “تشهد المنطقتان حركة نزوح غير مسبوقة للسكان المحليين جراء الاستفزازات غير المسؤولة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، ونتيجة للفشل الذريع من قبل القوات الحكومية السورية التي لا تبدي جدية في الصمود والتصدي للإرهابيين”.
من جانبه، دعا “جيش العزة” المدنيين إلى الالتزام في منازلهم والحفاظ على أملاكهم وأرزاقهم، لأن هدف الهجوم هو قوات النظام والمليشيات الداعمة له، لا الأهالي.
رد النظام وروسيا: القصف
كثّف الطيران الحربي من قصف المناطق المدنية في ريفي حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي بمختلف أنواع الأسلحة، وتعرضت مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك والقرى المحيطة بها لأكثر من 60 غارة جوية من الطيران الحربي الروسي والسوري وأكثر من 50 غارة جوية من الطيران المروحي.
في ريف إدلب قتل 5 مدنيين، وأصيب اثنان بالقرب من بلدة خان شيخون، وأصيب متطوع في الدفاع المدني في قرية مدايا في قصف بالبراميل المتفجرة. وتعرضت قرى ريف إدلب الجنوبي الممتدة من خان شيخون حتى جبل شحشبو لعشرات الغارات الجوية تسبب بخسائر في ممتلكات المدنيين.
المصدر: المدن