د – حسين عتوم
فصل السائق الأنوار، و خيّم الظلام
أرخى المسافرون رؤوسهم على المساند
و وضعتُ خدّي على النافذة أتأمّل الليل الرهيب !
وجرت هذه المناجاة عفو الخاطر:
كمْ بينَ بدرٍ تَمَّ نورُ جماله ..
و ظلامِ ليلٍ حارَ في الأفلاكِ !
كم بين قلبٍ في دوامِ وصاله ..
و فتىً تعدّى و ارتمى بِشِباكِ !
قلبي أسيرُ الشوق في ترحاله ..
مهما نأى، أوْ ناءَ عندَ عِراكِ
يبقى يئنّ أو يحنّ إليكمُ ..
وكأنّه في وَجْدِه كَمَلاكِ
ما غبتُ عنكم، بلْ شقيتُ بجفوتي ..
والبعدُ مشّاني على الأشواكِ
يا ليتني و الدمعُ يخبِرُ صادقاً ..
من سيرة الهادي نسجتُ حِياكي
يا ليتني أروي عُلوَّ حديثكم ..
ورضاؤكم أملٌ لطرْفي الباكي
فأقول حدّثنا الهُداةُ عن الهدى ..
عن مالكٍ عن شيخه الضحّاكِ
قال الحبيبُ و الحديثُ حديثُهُ ..
لا تظلمَنَّ ولو بِعودِ أَراكِ