سیوبان أوغریدي ترجمة: علاء الدین أبو زینة
إلى جانب تركیا، أشارت دول أخرى عادة ما تشتري أسلحة عالیة التقنیة من الولایات المتحدة إلى أنھا ترغب في شراء نظام الدفاع الجوي الروسي ”400-S” أیضاً. وأكدت الحكومة الھندیة ھذا الأسبوع للولایات المتحدة عزمھا على شراء النظام. كما أشارت قطر، وھي حلیف آخر للولایات المتحدة، إلى أنھا قد تسعى أیضاً إلى شراء نظام الدفاع الجوي الروسي.
یوم الجمعة الماضي، ھبطت في تركیا طائرة روسیة تحمل المكونات الأولى لنظام دفاع أرض- جو 400-S الصاروخي، في تحرك تعارضه بشدة وزارة الدفاع الأمیركیة (البنتاغون)، والذي یمكن أن یلحق الضرر بعلاقة تركیا بالولایات المتحدة وبحلفائھا الآخرین في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكانت واشنطن قد حذرت منذ وقت طویل من أنه إذا كانت تركیا ستحصل على نظام الدفاع الجوي الروسي، فإن الولایات المتحدة قد تفرض عقوبات اقتصادیة قاسیة على أنقرة وتلغي المشاركة التركیة في البرامج العسكریة الأمیركیة.
فیما یلي بعض الأسئلة والأجوبة الرئیسیة حول الكیفیة التي انتھى بھا المطاف بأنظمة 400-S في تركیا، وما قد یأتي تالیاً:
- ما ھو نظام ”400-S ”الجوي والصاروخي؟
إنه نظام دفاع أرض-جو روسي طویل المدى. ویعد نظام ”400-S ”من أكثر المعدات العسكریة تطوراً في روسیا، وھو مزود برادار مراقبة متطور ومجموعة من الصواریخ التي یمكنھا تعقب الطائرة المعادیة واستهدافها من الأرض عن كثب.
وكان الرئیس التركي رجب طیب أردوغان قد صرح بأنه اختار المضي قدماً في صفقة شراء النظام التي تبلغ قیمتھا 2.5 ملیار دولار من روسیا لأن الولایات المتحدة لم تقدم عرضاً مناسباً على نظام الدفاع الجوي ”باتریوت“. ویمتلك الناتو ھذا النظام المتمركز في تركیا لأغراض الحلف الخاصة في سوریة، لكن تركیا لم تقم بشرائه من واشنطن أبداً. وقد أثار مسؤولو الناتو مخاوف من أن نظام ”400-S” لن یكون متوافقاً مع الأنظمة الأخرى المستخدمة حالیاً في تركیا.
- لماذا تعارض الولایات المتحدة امتلاك تركیا نظام ”400-S′′؟
كانت تركیا قد طلبت مسبقاً حوالي 100 من الطائرات المقاتلة الشبح من طراز ”35-F ”من الولایات المتحدة، وتقوم شركات تركیة بتصنیع حوالي 1.000 جزء من أجزاء ھذه الطائرة. ویخشى المسؤولون الأمیركیون أنه إذا امتلكت تركیا كلاً من طائرات ”35-F ” ونظام الدفاع الجوي الأكثر تطوراً في روسیا بین یدیھا، فإن الروس قد یحصلون على مدخل إلى تكنولوجیا طائرة ”35-F ”ویتعلمون كیفیة استهداف نقاط الضعف فیھا.
في أواخر شھر أیار (مایو)، قالت كاثرین ویلبارغر، مساعدة وزیر الدفاع الأمیركي بالإنابة، إن ”400-S”ھو ”نظام روسي مصمم لإسقاط طائرات مثل (35-F .”(وأضافت أنه ”من غیر المعقول تخیل أن روسیا لن تستفید من ھذه الفرصة لجمع المعلومات الاستخباراتیة“. وفي الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم البنتاغون، المقدم مایك أندرو: ”لن یسمح لتركیا بأن تمتلك كلا النظامین معاً“.
وضع ھذا الفصل من حكایة أنظمة الدفاع الجوي الولایات المتحدة في مأزق غیر مریح. ففي حین أن واشنطن تظل حریصة على منع روسیا من الوصول إلى معداتھا العسكریة المتقدمة، فإن الولایات المتحدة تعتمد بشدة على تركیا كشریك مھم في المنطقة بسبب موقعھا الاستراتیجي المتاخم للعراق وإیران وسوریة.
- ھل یشكل نظام ”400-S” خطراً حقیقیاً على طائرة ” 35-F′′؟
لیس في الوقت الراھن. وتشیر التقدیرات السابقة إلى أن أنظمة الرادار المثبتة في نظام ”400- S” یمكنھا التعرف على طائرة ”35-F” عندما تكون على بعد حوالي 20 میلاً فقط، لكن ”35-F” تحمل صواریخ جو-أرض بمدى یصل إلى 40 میلاً، والتي یمكنھا تدمیر النظام.
كان المسؤولون الأمیركیون قد أعربوا عن قلقھم من أنه إذا كان النظامان یتواجدان على مقربة، فإن النظام الروسي یستطیع معرفة المزید عن قدرات طائرة الشبح ”35-F”. ویقول خبراء أنظمة الأسلحة إن وجود نظام ”400-S” بالقرب من طائرة ”35-F” یمكن أن یساعد روسیا على تطویر قدرتھا على اكتشاف الطائرات الأمیركیة بالرادار بشكل أفضل. ومن خلال الحصول على مزید من البیانات من طائرة من طراز ” 35-F′′، قد یتمكن مالكو ومشغلو نظام ”400-S ”من العثور على نقاط الضعف في ھذه الطائرات.
- ما الذي ھددت واشنطن بفعله حیال ذلك؟
كان المسؤولون الأمیركیون قد ھددوا في السابق بإلغاء شحنات الطائرات من طراز ”35-F” إلى أنقرة، وفرض عقوبات اقتصادیة على تركیا من خلال ”قانون مواجھة خصوم أمیركا من خلال العقوبات“ الصادر في العام 2017. وفي نیسان (إبریل)، أعلن البنتاغون تعلیق مشاركة تركیا في برنامج یقوم بتدریب الطیارین من الدول الحلیفة لأمیركا على الطیران بطائرات ”35-F ” إلى أن توافق تركیا على إلغاء شراء نظام ”S-400“.
ولكن، في اجتماع مجموعة العشرین الذي عقد في الیابان الشھر الماضي، ألقى الرئیس ترامب باللوم في الخلاف على إدارة أوباما. وقال: ”ھذا لیس خطأ أردوغان حقاً“. وقال أیضاً إنه لایعتقد بأن الولایات المتحدة ستفرض عقوبات على تركیا بسبب ھذه القضیة.
وكان المشرعون الأمیركیون من كلا الحزبین قد عارضوا امتلاك تركیا كلاً من نظام ”400- S” وطائرات ”35-F ”معاً.
- كیف دافعت تركیا عن قرارھا بالمضي قدماً في إتمام عملیة الشراء؟
قال أردوغان إن امتلاك النظام الروسي ینسجم مع حق تركیا السیادي في الدفاع عن نفسھا. وفي الشھر الماضي، حث أردوغان الولایات المتحدة على أن لا تدع صفقة نظام ”400-S” یتسبب بتدھور العلاقات القویة بین البلدین. وقال أردوغان في إشارة إلى المسؤولین في واشنطن: ”علیھم أن یفكروا بعمق، لأن فقدان دولة مثل تركیا لن یكون بالأمر السھل. إذا كنا أصدقاء، إذا كنا شركاء استراتیجیین، فعلینا معالجة ھذه المشكلة بین بعضنا بعضا“.
وقالت تركیا أیضاً إنھا ستبقي المعدات الأمیركیة والروسیة في أماكن منفصلة لتجنب السماح بوصول الروس إلى تكنولوجیا طائرات الشبح الأمیركیة. وعبر أردوغان عن ثقته في أن علاقته مع ترامب ستتخطى المخاوف المتعلقة بالعقوبات الأمیركیة.
وقال أردوغان في حزیران (یونیو): ”أقول ذلك بصراحة وبصدق، إن علاقاتنا مع ترامب في مكان یمكنني أن أصفه بأنه جید حقاً. في حال نشوء أي مشكلة، فإننا نقوم على الفور بإعمال الھواتف“.
- ماذا قال الناتو عن كل ھذا؟
یوم الجمعة، أخبر مسؤول في الناتو صحیفة الواشنطن بوست بأن الحلف ”قلق بشأن العواقب المحتملة لقرار تركیا الحصول على نظام (400-S). التشغیل المتداخل لقواتنا المسلحة أمر أساسي لحلف الناتو من أجل إدارة عملیاتنا ومھماتنا“.
- ھل یمكن لبلدان أخرى أن تحذو حذو تركیا؟
لدى معظم الدول التي تمتلك نظام ”400-S” حتى الآن علاقات عدائیة مع الولایات المتحدة الصین تمتلك ھذا النظام، على سبیل المثال.
ولكن، إلى جانب تركیا، أشارت دول أخرى عادة ما تشتري أسلحة عالیة التقنیة من الولایات
المتحدة إلى أنھا ترغب في شراء نظام ”400-S ” الروسي أیضاً. وأكدت الحكومة الھندیة ھذا الأسبوع للولایات المتحدة عزمھا على شراء النظام. كما أشارت قطر، وھي حلیف آخر للولایات المتحدة، إلى أنھا قد تسعى أیضاً إلى شراء نظام الدفاع الجوي الروسي.
المصدر: (الواشنطن بوست) / الغد الأردنية