نائلة الإمام
كيف تكتب عن معرة النعمان وخان شيخون وأورم الجوز بتلك الأبجدية كيف؟!أبحثُ عن حرفٍ ينزفُني
في لونِ الدمْ
أبحثُ عن شعرٍ يكتبُني …
من تحتِ الردمْ
أبحثُ أبحثُ عن قصيدهْ …
إنغماسيةٍ شهيدهْ
تكتسحُ كمثلِ الاعصارِ…
تنطلقُ كسهمْ ..
ترمي بشواظٍ من لهبٍ
تتشظّى كلُغمْ
وتهدهدُ جرحاً ترقيهِ …
وتطولُ النجمَ تباهيهِ
بعزيمةِ شهمْ
ترقى لحشود تتهادى
في جنَّة عدنْ
أبحثُ عن وحيٍ يُستشهَدْ …
بنقاءِ وعزمِ الثوارْ
يقصف أوكار التجارِ
يقتحمُ ولاءَ الدولارْ
عن شعرٍ قلقٍ لا يهدأ
عن نزفِ حروفٍ تتقطَّعْ
أبحثُ عن شعرٍ يتوجَّعْ
في عتمةِ سردابِ الموتِ
ويُحاصًرُ قهرا ويجوَّعْ
في بحرٍ من عارِ الصمتِ
أبحثُ أبحثُ عن أبجديةْ ..
تغلي وتفورْ ..
كالويلِ كهباتِ الثأرِ ..
كشهيقِ التنّورِ المسجورْ
لاسيناً فيها ولا سوفَ …
لا هدنًا فيها ولا منفى
فينظِّرُ فيها مأفون ٌ…
وفصيحٌ يهذي يتَّشفَّى
من قاعِ الجُحرْ
لا ترضى يوماً بعبيد ٍ…
وبقايا حثالاتٍ وفلولْ
لا تقبل أنصافَ حلولٍ …
ما بينَ القاتلِ والمقتولْ
أبحث عن شعر يتأبَّى …
يتوهّجُ عزما يتمنَّعْ .
أبحثُ عن شِعرٍ يصفعْ
أَنِفاً وجهَ الانسانيةْ .
من طغمة عادْ …
من لعنةٍ لوطٍ ويهوذا
وحثالةِ شذّ اذٍ أوغادْ
قد سادتْ في زمن أنكد ْ
تهوي تهوي..
في ثُقبِ ضلالتها الاسودْ
بخراب سدومْ
في دَركٍ من قاع العهرِ
لمصيرٍ من قدرٍ محتومْ