صعّدت روسيا والنظام من قصفهما الجوي على مواقع المعارضة والمدنيين في إدلب ومحيطها، صباح السبت، بالاعتماد بشكل رئيسي على الاحداثيات التي ينقلها سرب حديث من طائرات الدرونز الروسية، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وارتكب طيران النظام مجزرة قُتلَ فيها 11 شخص بينهم أطفال، في غارة بالصواريخ الفراغية على وسط مدينة أريحا جنوبي ادلب. وطال القصف الجوي بالصواريخ الفراغية البلدات والقرى في ريف حماة الغربي، في حين استهدف الطيران الحربي التابع للنظام بصواريخ C8 بلدة التح بريف إدلب الجنوبي.
وتتناوب 14 طائرة حربية ومروحية لتنفيذ الغارات، في الوقت ذاته، على مختلف مناطق الشمال المُحرر. وطال القصف مناطق جبل الزاوية ومعرة النعمان واريحا والمحطة الحرارية في الغاب.
الطيران الحربي استهدف بالصواريخ الفراغية مدينة خان شيخون وبلدة كفرعويد بريف إدلب الجنوبي، وقرية العنكاوي غربي حماة، ومدن مورك واللطامنة وكفرزيتا وقريتي الزكاة وحصرايا بريف حماة الشمالي.
فصائل “الفتح المبين” دمرت مدفعاً عيار 57، لقوات النظام في قرية الشريعة في سهل الغاب، واستهدفت بصواريخ الغراد مواقع النظام في معسكر جورين وقرية الحاكورة. في حين قصفت مليشيات النظام قرى ريف حماة الغربي والشمالي براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، أكد لـ”المدن”، أن المليشيات صعدت من قصفها خلال الساعات الماضية بشكل غير مسبوق، في مؤشر على اقتراب موعد الهجمات البرية التي من المفترض أن تستأنفها المليشيات.
الدرونز
مليشيات النظام الروسية تمكنت وإلى حدّ ما من تقييد حركة المعارضة المسلحة والتنظيمات الإسلامية في خطوط الاشتباك ومواقع تمركزها في الخط الثاني، وخطوط امدادها الخلفية، بعدما أشركت المزيد من طائرات الاستطلاع. وتقوم الدرونز بمهام الرصد ونقل الاحداثيات لمرابض المدفعية والصواريخ، والطائرات.
وخسرت المعارضة مقاتلين لها على جبهات شمال غربي حماة، في ضربات جوية طالت مواقعهم المتقدمة. كما قُتِلَ مقاتلان من “أنصار الدين”، في استهداف ناري مماثل. وتقول المعارضة إن خسائرها قليلة رغم الرصد المكثف لتحركاتها، واستخدام الطائرات الروسية للقنابل العنقودية بشكل كبير.
مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن”، أن ما يزيد عن 80 طائرة استطلاع روسية ومن مختلف الأنواع، تحلق يومياً في سماء ادلب ومحيطها، ليلاً ونهاراً. وبحسب المصدر، يحلق طيران الاستطلاع في المنطقة القريبة من خط التماس أكثر من مناطق العمق، ويتراوح عرض المنطقة التي تشهد كثافة في تحليق الاستطلاع بين 10 و12 كيلومتراً، وهي منطقة عسكرية تكثر فيها مواقع المعارضة وتعتبر منطقة عمليات اسناد وامداد لمقاتلي المعارضة في الخط الأول.
وبحسب المصدر، تستخدم القوات الروسية المتمركزة في جورين في سهل الغاب، وفي معسكر بريدج منظومة استطلاع متطورة، وهي “83 تي 215 إي ستريليتس” المرتبطة لاسلكياً مع غرفة العمليات الروسية، التي توجه النيران بحسب الاحداثيات.
مصدر “المدن” أشار إلى وجود أنواع متعددة من طائرات الاستطلاع لدى الجانب الروسي، ومن بينها “أليرون 3 إس في” و”تاخيون” و”أورلان 10″ و”فوربوست”، وهي طائرات صغيرة الحجم، بعضها يحلق لأكثر من 16 ساعة متواصلة. هذا بالإضافة لطائرة استطلاع “إيل 18” كبيرة الحجم، والتي من مهامها الكشف والتشويش على أنظمة الإدارة القتالية لدى المعارضة، والتشويش على معدات الاتصال التي تستخدمها المعارضة.
عملياً، أثر طيران الاستطلاع على تحركات المعارضة، وأجبرها على اتخاذ المزيد من إجراءات الحماية، وباتت تنقلات مقاتلي المعارضة محدودة وللضرورة القصوى، ولم يعد المقاتلون يستخدمون السيارات العسكرية بشكل كبير في تنقلاتهم، ولا الأضواء ليلاً. ولا يقتصر عمل طائرات الاستطلاع على نقل احداثيات الأجسام المتحركة، من مقاتلين وعربات ومنصات إطلاق صواريخ ومدفعية، بل المقار والمواقع والمستودعات وتحصينات الخطوط الخلفية، التي يجري استهدافها في ساعات الليل.
المصدر: المدن