• من نحن
  • اتصل بنا
الإثنين, يوليو 7, 2025
  • Login
مصير
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض
No Result
View All Result
مصير
No Result
View All Result
Home أدب وثقافة

الناس…الناس

2019/07/31
in أدب وثقافة, إبراهيم صموئيل
Reading Time: 2 mins read
الناس…الناس
0
SHARES
242
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

إبراهيم صموئيل

قبل أن يدير السائق المقود بحركة مفاجئة، ويحيد الباص الى يمين الشارع، في المسافة القصيرة بين موقفي القزازين والمعرض، ويتوقف.. كان كل راكب من الواقفين يمسك بمسند مقعد مجاور، أو أنشوطة جلدية، أو حافة نافذة أو كتف راكب أخر.. هم يتماوجون ويتلاطمون من عزم السرعة وحدّة الانعطافات لدى تجاوز السيارات الأخرى وفيما كانت عيونهم تشخص الى الواجهة الأمامية نحو الطريق-كأنهم يشاركون في القيادة- يشهق بعضهم مع فرملة خاطفة، وبعضهم يبسمل ويحوقل لحظة إقلاع جديد، يتلهله بعضهم لو مال الباص، ويلعن بعضهم إن فشل في تجاوز أو عبور.. تراهم قلقين مضطربين فزعين، كما لو أنيطت قلوبهم الى عجلات الباص ووضعت أرواحهم على أكفهم حتى تأتي ساعة الفرج ويصلون الموقف الأخير..
وفوق هذا كله، فان غزارة الأمطار صبيحة ذلك اليوم قد أسهمت، كما يبدو، في دب الرعب والتوجس في نفوس الركاب من انزلاق مفاجيء أو تصادم مباغت يودي بحياتهم جميعا أو حياة غالبيتهم على اقل تقدير.
ولذا ما أن حاد الباص وتوقف حذاء الرصيف.. حتى كانت وجوه الواقفين قبل الجالسين، قد بشت كأنهم استعادوا أنفاسهم بعد احتباس طويل!
غير أن البشاشة لم تدم سوى لحظات، إذ سرعان ما شدّ الفضول الركاب لمعرفة سبب التوقف هذا، خصوصا وانه تمّ على عجل، وبين موقفين، وفي ساعة الصباح، وقت توجه الناس الى وظائفهم وأعمالهم.
ولم يحتج الأمر الى انتظار! فحال توقف الباص، التفت السائق، واضعا سبابته على صدغه، وقال لراكب مربوع يقف خلفه، بنبرة عصبية وصوت ممطوط:
أخي.. أنا بمشي على كيفي، مو على كيفك وكيف التاني والتالت.. فهمت؟!
ردّ الراكب المربوع بتحدّ:
لأ سيدي ما فهمت! بدك تمشي على كيفي وكيف غيري وعلى مهلك كمان.. اي خير إن شاء الله طاير طيران؟!
– بطير ما بطير انت ما دخلك!
-دخلني ونص.. انت مو وحدك بالباص.. معك أرواح.. العمى صحيح!
هاج السائق:
– العمى يعميك ولاه.. أنا ما بمشي غير على كيفي.. ما عجبك شرف انزيل!
– لك شو انزيل ما انزيل.. هادا باص أبوك هاد؟!
– اي سيدي.. باص أبي ونص..
– لأ سيدي.. مو باص أبوك، وبدك تمشي على مهلك مو بكيفك..
– لأ باص ابي وبدك تنزل ورجلك فوق رقبتك 
وهبَّ السائق واقفا، فيما اندفع بعض الركاب يفصلون بينهما. صاح راكب من الخلف:
وكلّوا الله يا جماعة.. الشغله مو محرزة..
التفت الراكب المربوع الى الخلف:
– يا اخي شلون مو محرزة.. مانك شايفه طاير متل الطيارة؟!
صاح السائق:
– وبدي طير متل الصاروخ كمان.. انا سائق الباص مو انت.. شرّف علمنا السواقه.. حلو والله!!
تدخّل راكب موجها كلامه للرجل المربوع:
– ولك يا خيو.. ليش من كل هالناس ما حدا حكى غيرك؟ أي اترك الزلمة يسوق على كيفه.. بدنا نروح لشغلنا!
عقّب السائق ساخرا:
– لأنه حضرته لعوجي وكثير غلبه.
ردّ الراكب المربوع:
– ولك لأنك انت اهوج وطايش.. بس مو الحق عليك.. الحق ع الساكتين لك.. لأنه والله لو في مين يردك ما كنت عملت فينا هيك..
هبّ السائق ثانية:
بتطلع ستين أهوج وحمار ولاه..
وكادا يتشابكان لولا ازدحام الركاب وتدخلهم، صاح رجل عجوز مغتنما برهة صمت:
– يا ابني والله عيب.. امشي وتوكل ع الرحمن.. 
رد السائق:
– لا وحياة عينك.. ماني متحرك إلا ما ينزل وامشي على كيفي.. وهه.. 
وأوقف المحرك فكتم هديره وعلا هدير الركاب. علّق فتى جالس في الخلف:
– أي شو عليه.. يللي ببيت أهله على مهله..
أضاف رجل نحيل جالس قربه:
– يا جماعة.. المستعجل يأخذ تكسي..
عقّبت امرأة واقفة تحمل طفلا:
يا أخي منشان الرسول امشي.. يوه الولد رح يموت من البرد!
ردّ السائق مشددا على كل كلمة كمن يعلن عن بضاعة:
– ماني ماشي.. لحتى الأفندي.. يشرف وينزل 
ثم رفع ساقيه فوق غطاء المحرك واستند الى النافذة.
راكب طويل بدين يبلغ الأربعين تقريبا، كان يقف جوار الراكب المربوع. التفت إليه يلكزه نابرا:
– وحضرتك ليش كتير غلبه.. ما تترك السائق يمشي على كيفه وما تدّخل؟!
اندهش المربوع:
– شلون على كيفه! يهورنا أحسن؟ نحن عبيد مراقه؟!
ردّ الرجل الأربعيني بحزم وتحدّ:
– اي سيدي.. نحن عبيد مراقه.. احترم حالك.. هو موظف وبيعرف مصلحة الناس اكتر منك- فهمت؟
ورغم انه لَفظَ “فهمت؟” هذه بلهجة التهديد والوعيد..غير أن الرجل المربوع علّق متعجبا:
– وإذا كان سائق الباص..؟! يعني نحنا طرش غنم! يعني بتصير أرواح كل هالناس على حسابه!
ولم يكد يلتفت نحو الركاب، كما لو كان يسألهم، يأمل مؤازرتهم.. حتى امسكه الأربعيني من كتفه ودفعه نحو الباب دفعا. عندها، بدوا الركاب وكأنهم، بفارغ الصبر، كانوا ينتظرون هذه اللحظة.. فتزاحمت الأيادي تدفعه، وتداخلت التعليقات:
– أي نزلو خيو.. حاجتو فلسفه..
– لك نزلو.. نزلو.. مو ناقصنا محامين..
– نزلو.. يعني منشان زلمه نتعطل عن شغلنا..
– نزلو.. يقطع عمره شو كتير غلبه.. كنا وصلنا هلق.. 
– اي نزلو. متنا من البرد.. يوه..
من داخل الباص، وعبر نوافذه المغلقة وبدا الرجل المربوع والذي قذف للخارج، حزينا ومغردا تحت المطر، يحاول مداراة خيبته واستيائه بتطويحات طائشة من يديه.. أما الركاب في الداخل، فقد انتشرت بينهم، للوهلة الأولى، حمى الهرج، وكأنما لذّ لهم انكسار الرجل المربوع وعلائم الظفر على وجه السائق، فأفلتوا تعليقاتهم المشجعة:
– شدّ.. الله مع دواليبك..
– روح.. لا تلحقني مخطوبة
– مر وعدي بس اوعا التحدي
– روح شايفلك
سوى أنهم، في الوهلة الثانية، حين عشّق السائق السرعة، وجأر الباص مقلعا كثور هائج- انخطفوا الى الخلف وشهقوا، ثمّ استووا صامتين، يمسك كل منهم بمقعد مجاور، أو أنشوطة، أو كتف أو نافذة.. يتمايلون ويتلاطمون.. مبسملين، قلقين، متهلهلين، مذعورين وكما لو أن قلوبهم أنيطت الى عجلات الباص، ووضعت أرواحهم على أكفهم حتى تأتي ساعة الفرج ويصلون الموقف الأخير.

ShareTweetShare
Previous Post

الحملة على اللاجئين السوريين في تركيا.. الإجراءات والسياق السياسي

Next Post

إدلب: موجات النزوح التراكمي..إستراتيجة النظام

مقالات ذات صلة

“عيون الغرقى” والخلاص من الأحزان المتراكمة

by maseer
فبراير 24, 2025
0
“عيون الغرقى” والخلاص من الأحزان المتراكمة

يسمة النسور يعود بنا الشاعر الأردني حسين جلعاد، في مجموعته القصصية الأولى "عيون الغرقى" (المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2023)،...

Read more

 سلاماً أيها البلدُ 

by maseer
ديسمبر 29, 2024
0
 سلاماً أيها البلدُ 

 د- حسين عتوم سلاماً أيها البلدُ ..  سلمْتِ و يسلمُ المَدَدُ   و تسلم أمّةٌ شهدتْ  بأنك فخر ما شهدوا ...

Read more
Next Post
إدلب: موجات النزوح التراكمي..إستراتيجة النظام

إدلب: موجات النزوح التراكمي..إستراتيجة النظام

ابحث …

No Result
View All Result

الأكثر قراءة

الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج
أبحاث ودراسات

الإسماعيليون في سورية: مؤشرات الاندماج

by maseer
ديسمبر 12, 2020
0

د. طلال مصطفى مقدمة منهجية يُقدر عدد أفراد الطائفة الإسماعيلية في العالم بنحو 12 مليوناً، ويقيمون في كل من الهند،...

Read more
الشرق الأوسط الجديد ….   إلى أين ؟

الشرق الأوسط الجديد …. إلى أين ؟

يناير 29, 2023
رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 – 3) 

رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 – 3) 

يناير 18, 2025
محكمة لاهاي: بين موجبات القانون الدولي والاستثناء الاسرائيلي

محكمة لاهاي: بين موجبات القانون الدولي والاستثناء الاسرائيلي

يناير 17, 2024
رغم انسداد الآفاق

رغم انسداد الآفاق

يونيو 23, 2018
مصير

"مصير" موقع الكتروني، يواكب قضايا التحرر والتغيير في الواقع العربي، وتوفير منبر مفتوح تتنوع فيه الأفكار والأقلام وأشكال التعبير المختلفة، ضمن معايير موضوعية ومهنية. ويسعى إلى إطلاق ديناميات التفكير الحر، بما يسهم في انتاج ثقافة سياسية ومجتمعية فاعلة، كما يركز على وقائع وتحولات الثورات العربية، وعلى جدليات التحرر بين الثورة السورية، وقضايا التحرر من قوى الطغيان والاحتلال، وليس للموقع أو عليه من رقيب، سوى صوت المعرفة والحق والضمير، ومراعاة القيم الأدبية في احترام حق التعدد والاختلاف. كما أن المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

تابعنا على

الأكثر مشاهدة

  •  الشنقيطي يكتب: فقه الثغور المتعددة.. تحالفات الثورات ومساحاتها الرمادية

     الشنقيطي يكتب: فقه الثغور المتعددة.. تحالفات الثورات ومساحاتها الرمادية

    0 shares
    Share 0 Tweet 0
  • “الأسد أو نحرق البلد” كتاب جديد بالإنكليزية

    0 shares
    Share 0 Tweet 0

كاريكاتير

كاريكاتير
كاريكاتير

كاريكاتير

by maseer
فبراير 28, 2025
0

Read more
  • من نحن
  • اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لمصير © 2018

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار
  • متابعات
  • تحقيقات وتقارير
  • مقالات
  • حوارات
  • أبحاث ودراسات
  • أدب وثقافة
  • المعرض

جميع الحقوق محفوظة لمصير © 2018

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist