منذ أن شنت “إسرائيل” حربها على قطاع غزة في الثامن من أكتوبر عام 2023، تعرّض القطاع إلى أبشع أنواع الممارسات الإجرامية التي طالت البنى التحتية والقطاعات الخدمية والطبية على وجه الخصوص. وبذلت الطواقم الطبية في محافظات غزة على مدى الـ 12 شهرًا، جهودا جبارة لتخفيف معاناة الجرحى والمصابين. وتحولت المستشفيات في مدن القطاع إلى أهداف عسكرية مباشرة لجيش الاحتلال الفاشي. وقدّم القطاع الطبي حتى منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) 2024 ما يقارب (1050) شهيدًا وفقا لبيانات وزارة الصحة والمؤسسات الدولية المختصة.كما تعمّد الجيش الإسرائيلي استهداف المستشفيات ومراكز الخدمات الطبية (الحكومية والخاصة والتابعة لوكالة تشغيل اللاجئين/ الأونروا). وتم تقّويض نحو 65% من المؤسسات الصحية في القطاع بشكل كامل، ما عكس تعمّد حرمان آلاف المرضى من تلقي الرعاية الطبية على مدار عام كامل من العدوان على غزة. كما دمّر الجيش الإسرائيلي البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي في المؤسسات الطبية، ومنع إدخال المنظفات ومواد التعقيم، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض، مثل التهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال والأمراض الجلدية.
وأدى الاستهداف الممنهج والدائم للقطاع الصحي إلى حرمان ما يزيد على مليوني شخص في قطاع غزة من تلقي الخدمات الصحية الأساسية.
وعانى مشفى الشهيد (كمال عدوان) الحكومي في (بيت لاهيا)، كما مؤسسات القطاع الطبي كافة، من الهجمات الوحشية المتواصلة خلال أكثر من عام. وهو يعدّ أحد أكبر المستشفيات في القطاع. منذ 14 أكتوبر 2023 بدأت إسرائيل حملة منظمة لتدمير المشفى، وفي 15 يناير 2024، ذكر مدير المستشفى الدكتور (حسام أبو صفية)، أن “لغياب التطعيم دورًا كبيرًا في تفاقم الأمراض بين أطفال شمال غزة، كما أن تكدّس الناس في مناطق النزوح يهيئ الظروف لانتشار سريع للعدوى”، موضحاً أن” قسم الأطفال يضم عددًا من الحالات التي كان من الممكن أن تتعافى وتتحسن لو تلقت التطعيمات في موعدها”، مشيرا إلى فقدان الكثير من الأطفال لحياتهم بسبب الجوع وسوء التغذية
وخلال الأشهر التالية، واصلت القوات الاسرائيلية استهداف المشفى بشكل شبه يومي. وفي بداية ديسمبر الحالي 2024، أطلقت حملة عسكرية واسعة أسفرت قبل أسبوع عن تدمير كافة أقسام المشفى. وبعد قصف عنيف تلاه اقتحام مباشر، تم إخلاء المشفى واقتياد كامل الطاقم الطبي بشكل مهين وهم شبه عراة إلى مكان مجهول. في وقت لاحق أعلنت السلطات الاسرائيلية أنها تشتبه في انتماء الدكتور حسام أبو صفية إلى حركة “حماس” ما مهد لإخفائه مع طاقم المشفى في سجون الاحتلال والقيام لاحقا بإحراق المستشفى بالكامل.
تدعو هذه الحملة المنظمات الدولية المختصة ودول العالم إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنقاذ الدكتور أبو صفية وطاقم المشفى، وإلى وقف الهجمات الوحشية على مؤسسات القطاع الطبي في القطاع.
وإننا إذ نطالب بإلإطلاق الفوري للدكتور أبو صفية وزملائه، فإننا نذكر أن الوضع الذي تعرض له مشفى كمال عدوان وطاقمه الطبي يشكل إنذارًا أخيرًا لكافة مؤسسات القطاع الطبي في غزة، ما يعني تحديًا جديدًا للمجتمع الدولي من جانب “إسرائيل”.
نداء إلى كل المتضامنين مع هذه الحملة ليصل إلى أصحاب القرار في العالم
لوقف العدوان الوحشي المتواصل على المؤسسات الطبية في قطاع غزة
الأحد 29/12/2024