فشلت مليشيات النظام الروسية و”الفرقة الرابعة” في إحراز أي تقدم بري في جبهات كبانة في ريف اللاذقية الشمالي، وخسرت أكثر من 30 عنصراً في الهجمات البرية المتكررة التي شنتها على مختلف محاور القتال، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وحاولت المليشيات التقدم من ثلاثة محاور، بعدما مهدت لذلك بقصف عنيف، براً وجواً، استهدف مواقع المعارضة المتقدمة. ووسعت المليشيات خط المواجهة مع المعارضة شرقاً في المحاور المتصلة جغرافياً مع كبانة في القطاع الشمالي من سهل الغاب، وهي محاور أقل ارتفاعاً ووعورة في التضاريس. وشهدت خطوط التماس التي زاد طولها عن 4 كيلومترات، ولأول مرة، محاولات تقدم نفذتها بشكل مشترك، مليشيات النظام الروسية من “الفيلق الخامس” و”الفرقة الثامنة” و”الفرقة 11″ إلى جانب “قوات الغيث” التابعة لـ”الفرقة الرابعة”.
ونجح مقاتلو “الجبهة الوطنية للتحرير” في استهداف المجموعات التي حاولت الالتفاف على المرتفعات بالكمائن النارية، والصواريخ المضادة للدروع. واشتبك عناصر “هيئة تحرير الشام” مع المليشيات وقصفوا مواقعها بالهاون والرشاشات الثقيلة. وقالت “الهيئة” إنها تمكنت من قتل مجموعتين من “قوات النخبة” حاولتا التقدم. “الحزب الإسلامي التركستاني” بدوره أعلن التصدي للهجوم.
وتعرضت كبانة ومرتفعات الزويقات والنقاط 1085 و1147 و1060 و1154 وجبل الكتف ودوير الأكراد، لقصف جوي هو الأعنف منذ انطلاق العمليات العسكرية في كبانة مطلع أيار/مايو. وتناوب الطيران المروحي والحربي على استهداف مواقع المعارضة ودفاعاتها وآلياتها. واستخدمت الطائرات المروحية في قصفها القنابل الروسية بدلاً من البراميل المتفجرة، وهي ذات قوة تدميرية أكبر وتغطي مساحة واسعة.
مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام خصصت لجبهات كبانة 10 مروحيات على الأقل، وبدأت عملها بشكل مكثف منذ استئناف العمليات في 28 تموز/يوليو. وبحسب المصدر، يتم الاعتماد على المروحيات في المنطقة الجبلية بهدف تدمير تحصينات المعارضة من خلال القنابل الخارقة للتحصينات والتي لا تستطيع الطائرات الحربية توجيهها عن علو مرتفع. ويزيد وزن القنبلة الواحدة عن نصف طن، بحسب المصدر، وهي قنابل بدأت المروحيات استخدامها في قصف مواقع المعارضة والمدن والبلدات المدنية مؤخراً.
المصدر العسكري، أكد لـ”المدن”، أن شحنة كبيرة من القنابل الروسية وصلت إلى ميناء طرطوس منتصف، تموز/يوليو، وتم تزويد ثلاثة مهابط للمروحيات بها؛ مطار جب رملة ومطار حماة واللاذقية، لاستخدامها في حملة القصف.
هجوم المليشيات الأخير كان أكثر تركيزاً، واتضح ذلك في معارك الكر والفر التي نفذتها المليشيات في وقت قياسي، وضغطها المستمر، براً وجواً. وهدف المليشيات البارز في المرحلة الأولى من العمليات في خط المواجهة المتسع شرقاً هو خرق دفاعات المعارضة وتدمير خطوطها الأولى، وإلحاق الضرر في منظومة الأنفاق والخنادق والمخابئ. ولتحقيق ذلك اشركت المليشيات أعداداً أكبر العناصر.
تكثيف المليشيات لهجماتها، ودعم المحاور بالمزيد من العناصر وحجم النيران المستخدمة في التمهيد، ودخول المليشيات الروسية المعركة إلى جانب “الفرقة الرابعة”، يعتبر تحولاً في العمليات العسكرية في كبانة، ويهدف في مراحل لاحقة إلى تحقيق تقدم بري ولو بشكل جزئي في محور العمليات المتجه نحو جسر الشغور. إحراز أي تقدم يعتبر ذو قيمة استراتيجية بالنسبة للنظام بسبب الموقع والارتفاع الذي تتمتع به المنطقة المستهدفة. وهي تشرف على مناطق شاسعة تسيطر عليها المعارضة في سهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي وغربي ادلب.
المصدر: المدن