رائد جبر
أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يشارك في قمة ثلاثية مع نظيريه التركي والإيراني مخصصة لمناقشة الوضع في سوريا، وينتظر أن تعقد الشهر المقبل في تركيا.
وأشار الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف إلى أن ترتيبات عقد القمة تجرى حالياً عبر القنوات الدبلوماسية، واكتفى بالتأكيد على رغبة مشتركة لمناقشة كل الملفات المتعلقة بالشأن السوري، من دون أن يوضح ما إذا كانت الأطراف توصلت إلى أجندة مشتركة لمناقشة الملفات المطروحة.
وكانت موسكو تعاملت بفتور في البداية حيال اقتراح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعقد القمة الشهر الحالي في بلاده، وعزا خبراء عدم تسرع موسكو في إعلان موقفها إلى الخلافات الروسية – التركية حول الوضع في إدلب، والمناقشات التركية – الأميركية حول المنطقة الآمنة في الشمال التي أبدت موسكو قلقاً منها.
وجاء إعلان الكرملين عن ترتيبات القمة ليكون أول تأكيد رسمي روسي لها، بعدما كانت أوساط دبلوماسية روسية تحدثت مرتين خلال الشهر الأخير عن إرجاء مواعيد سابقة لعقدها. علماً بأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أعلن في وقت سابق أن القمة الثلاثية ستعقد في 11 سبتمبر (أيلول) المقبل في أنقرة. وتطرق بيسكوف، في حديث مع الصحافيين أمس، إلى الجهود المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية السورية، وقال إن «خطوة واحدة فقط بقيت لاستكمال تشكيلها». ومن دون أن يوضح المقصود بـ«الخطوة الباقية» قال إن «العمل على وشك الانتهاء، ونحن في الواقع على بعد خطوة واحدة من وضع اللمسات الأخيرة على العمل على إنشاء لجنة دستورية».
وكانت أوساط روسية تحدثت في وقت سابق عن آمال بأن تسفر زيارة متوقعة للمبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن عن حسم ملف «الدستورية». وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، غينادي غاتيلوف، قبل يومين عن أمل موسكو بإمكانية عقد الاجتماع الأول للجنة الدستورية السورية خلال شهر سبتمبر المقبل في جنيف.
وينتظر أن يشكل «الوضع في إدلب» وملف «المنطقة الآمنة» أبرز عناصر المباحثات. وكانت وسائل إعلام روسية كشفت عن أن أنقرة قدمت احتجاجاً لدى الجانب الروسي في الأيام الأخيرة، بسبب التصعيد العسكري لقوات النظام في محيط إدلب.
ونقلت صحيفة «كوميرسانت» عن مصادر أن وزارة الدفاع التركية احتجت لدى الجانب الروسي على «الممارسات غير الأخلاقية والوحشية» للقوات الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت الصحيفة إلى أن أنقرة أبدت استياء من الدعم الروسي الذي أسفر عن تحقيق قوات النظام «أول انتصار كبير خلال 4 أشهر من العمليات العسكرية في محيط إدلب».
ووفقا لمصادر «كوميرسانت» فإن الجيش السوري «سوف يواصل عملياته حتى يسيطر على الطريق السريعة M5، التي يمر جزء كبير منها عبر إدلب».
وأشارت إلى أن موقف تركيا حيال هذا الانتهاك الكبير لحدود منطقة خفض التصعيد لم يتضح. لافتة من ناحية أخرى إلى أن موسكو قد توافق على أن تخضع هذه المنطقة لسيطرة المعارضة السورية المدعومة من تركيا، والتي ستكون قادرة على ضمان حرية الحركة على الطريق السريعة، على النحو المنصوص عليه في مذكرة تفاهم سوتشي، مذكرة بأن موسكو عرضت على المعارضة السورية المشارَكة في المعارك ضد «هيئة تحرير الشام» وأن «هذا الخيار قد يناسب أنقرة، بشرط ألا تؤثر العمليات العسكرية على مواقع المراقبين الأتراك، الذين وجدوا أنفسهم عملياً على خط النار». وزادت أن حدود منطقة خفض التصعيد مع هجوم الجيش السوري سوف تتغير بوضوح.
المصدر: الشرق الاوسط