تشهد بلدة فليطة في القلمون الغربي في ريف دمشق حالة من التوتر الأمني جراء خلاف بين قياديين في ميليشيا «كتيبة سمير رحال»، مغاوير الفرقة الأولى في قوات النظام، وقياديين في «حزب الله» اللبناني، حول فواتير تهريب المخدرات من لبنان إلى سوريا. وأفادت مصادر إعلامية سوريا معارضة بوجود تحركات عسكرية مستمرة لعناصر الدفاع الوطني على طرق جرود الجريجير وجرود فليطة في القلمون الغربي.
شبكة «صوت العاصمة» المعارضة، أكّدت وقوع اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة في جرود فليطة وقارة بالقلمون الغربي، خلال اليومين الماضيين، بين «حزب الله» اللبناني من جهة، وميليشيا الدفاع الوطني. وقالت إنه نتيجة خلاف بين عائلة «النقشي» القلمونية المتزعمة لميليشيا الدفاع الوطني، وقياديين في «حزب الله»، بعد مطالبة عائلة النقشي بزيادة حصتها المالية لقاء تأمين نقل شحنات المخدرات إلى حمص واللاذقية، حيث تتقاضى ميليشيا الدفاع الوطني نصف مليون دولار مقطوع، لقاء تسهيل وحماية نقل شحنات المخدرات، بحسب «صوت العاصمة» التي أشارت إلى أن الشحنة الأخيرة أوقفها «حزب الله» في منطقة شعبة القصيرة، على الحدود السورية اللبنانية، بعد تعثر تهريبها إلى الداخل السوري، وتُقدَّر قيمة تلك الشحنة، بنحو 4 ملايين دولار أميركي. كما استقدم «حزب الله» تعزيزات إلى جرود شعبة القصيرة تحسباً من أي هجوم مباغت على مواقعه هناك، لا سيما أن ميليشيا الدفاع الوطني في منطقة فليطة مستنفرة بالكامل، حيث نشرت عناصر على مداخل بلدة فليطة، مدعومين برشاشات ثقيلة ومتوسطة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في القلمون أن المشكلة حاصلة بين القيادي في ميليشيا «كتيبة سمير رحال»، أحمد راتب النقشي، والقيادي في «حزب الله»، حسن مرجعيون، إذ أدت مطالبة النقشي برفع «أجور» تمرير شحنات المخدرات، إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في شهر يوليو (تموز) الماضي، عندما منع النقشي مرور شحنة مخدرات إلى جرود بلدة قارة على الحدود السورية – اللبنانية منطقة سيطرة ميليشيا «كتيبة سمير رحال». وأدت الاشتباكات إلى سقوط سبعة من عناصر «حزب الله»، بينهم القيادي حسن مرجعيون فيما أصيب أحمد راتب النقشي واثنان من عناصره، إضافة إلى سقوط جرحى من الجانبين.
وقد نُقِل السوريون إلى مشفى الباسل في يبرود، بينما تم نقل عناصر «حزب الله» إلى مشافي لبنانية.
على أن التوتر عاد ليتجدد قبل يومين، علماً بأن «كتيبة سمير رحال» مغاوير الفرقة الأولى شكّلها وأشرف على تدريبها وتنظيمها في البداية «حزب الله» اللبناني عام 2014. بقوام من 400 عنصر مع سلاح وعتاد كامل، لتشارك معه في معارك جبال القلمون (جراجير والمشرفة وقارة)، والزبداني والدخانية والضمير، وفي بادية حمص (محسة ومهين وتدمر والسخنة) وفي دير الزور والبوكمال. ولكن مع تحول مهمتها إلى تثبيت نقاط السيطرة في القلمون، باتت رديفة لقوات النظام الفرقة الأولى، ويتلقى عناصرها حالياً تدريبات إضافية في صفوف قوات النظام لرفع الجهوزية ومستوى القتال.
ويسيطر «حزب الله» اللبناني على معظم المناطق الحدودية السورية – اللبنانية في القلمون بريف دمشق ومنطقة القصير بريف حمص الغربي، ويستخدم معظم بلدات القلمون الغربي، وريف القصير الغربية المحاذية للشريط الحدودي، طريقاً لنقل المخدرات إلى الداخل السوري، وإلى ميناء اللاذقية الذي يشهد حركة تهريب مخدرات ضخمة، ناهيك بتحويل مناطق واسعة من ريف حمص الغربي الواقعة على الضفة الغربية لنهر العاصي بمحاذاة الحدود مع لبنان، إلى مزارع للحشيش.
وبدأت تظهر بشكل فجّ أعراض الأمراض الاجتماعية التي يتسبب بها تفشي انتشار المخدرات في المجتمع السوري المعروف بأنه مجتمع محافظ، وذلك خلال سنوات الحرب وتنامي نفوذ «حزب الله» في سوريا. ويعاني السوريون من انتشار مظاهر الانحلال الأخلاقي في الشوارع، والحدائق والمرافق العامة والسكن الطلابي الحكومي، حيث ينشط مروجو المخدرات، إضافة إلى ازدياد مقلق في معدلات جرائم السرقة والقتل من أجل السرقة، إضافة إلى تفشي امتهان الدعارة.
وتتوجه الاتهامات بالمسؤولية عن نشر المخدرات داخل الجامعة إلى شخصيات محسوبة على اتحاد الطلبة، الذي تحول منذ عام 2011 إلى ميليشيا رديفة لقوات النظام مهمتها قمع مظاهرات الطلاب.
المصدر: الشرق الاوسط