فايز هاشم الحلاق
راياتُها تَعْلو قبلَ النّواميسِ
إِنْ ذَلّها قَدَرٌ أَوْ ساسَها سيسي
ذاكَ الّذي كَرِهَتْ سيناءُ سيرتَهُ
لمّا تمادى على تاريخ رَمْسيسِ
فرعونُ ما باعَ نيلَ مِصْرَ للحَبَشَة
أَوْ كانَ كرْنَكَهُ وِكْرُ الجواسيسِ
النيلُ ربٌّ للفرعَونِ يَعْبُدُهُ
يُعطاهُ بالإِرْثِ قَطٌ لا بتَدْريسِ
قَدْ أَدْخَلَ الجُنْدَ في ساحاتِ أَزْهَرها
والحبيسُ مَوْقِعُهُ عِنْدَ المتاريسِ
أَعادَ للفُجارِ رَزيلَةً طُوِيَتْ
فالمومِساتُ غَدَتْ مِثْلَ الطّواويسِ
كأنَّهُ صِلٌّ وأُمّهُ أَفْعى
وكانَ مَخْبَأَهُمْ تَحتَ التّضاريسِ
مَنْ سَلَّحَ المَأْفونَ إِبْرَةَ عَقْرَبٍ
أَخوالُهُ الهود أَمْ عَقْلُ الأَباليسِ
باتَ الفَسادُ شَريعَةً إلى أَمَلٍ
تُعْطى الأَماني بِرِشْوَةٍ وتَدْليسِ
أَرخى العِنانَ إلى المُخَدَّراتِ لِكيْ
يَرى المساطيلَ شِرعًا في المجاليس
والنَّاسُ فوضى لا فَضائِل عِنْدَهُمْ
والفقرُ ذُلٌّ في كُلِّ المَقاييس
فالكَدُّ مَعْدومٌ والجَهْدُ مَفْقودٌ
وَثَعْلَبٌ تَوارى بالنَّواميس
لسّحْتُ مورِدُهُمْ والبَغْيُ قائِدُهُ
قَدْ أَدْمَنوا عُهرًا دونَ الأَحاسيسِ
نَخاسَةٌ ودَعارَةٌ على مَيْسِرٍ
والفُحْشُ مَوْجُودٌ بينَ الكَواليسِ
والموبِقاتُ غَدَتْ كَأَنَّها خُبْزٌ
وكُلُّ إدْمانٍ فَرضٌ على الكيسِ
أَهدى الإلهُ لَنا جمالَ أُنْثانا
ظنُّوا بهِ لَحْمًا كالضَّأْنِ والعيسِ
تقايضوها في أَسْواقِهم حَتَّى
ديسَتْ فَراشاتٍ بينَ الجواميسِ
ليسَ التَّزينُ والإِمْتاعُ بُغْيَتنا
للنَّحلِ مَرْتَبَةٌ فَوقَ الطَّواويسِ
إبليسُ أَصْبَحَ داعِيًا وقَدْ أَفْتى
أَنْ أَشْرِكوا الآذانَ بالنَّواقيسِ
إِنَّ الكَنائِسَ لمْ تَكُنْ لَنا خَصْمًا
وكَمْ تَفاخَرنا بِقولِ قِسيسِ
(بحيرةٌ) شاهَدَ الأنوارَ في أَحْمَدٍ
فَطَمْأَنَ الناسَ في عَصْرِ الكوابيسِ
هِيَ فِتْنَةٌ لكنَّ الحُلْمَ أَطْفَأَها
مَنْ يَجْعَلُ النَّارَ نارًا غيرَ إبليسِ؟
إِنْ تَسْأَلوا عَن وَفى الخِنْزير سَوف يَكُنْ
مُتَقَدِّمًا جِدًّا على وَفى السيسي
يا بِئْسَ أَحْرارٍ قَدْ أَدْمَنوا جُرْحًا
أَقْدارُهُمْ باتَتْ عِنْدَ الجواسيسِ
لو كانَ ماءُ النيلِ كُلَّهُ غَضَبًا
لما كَفاكُمْ يا أَبْناءَ رَمْسيسِ