حملتُ قصيدتي عند الغيابِ
إلى بدرٍ مُوَشَّى بالسحابِ
يطوفُ على ترانيمِ الصبايا
فترسمُ طيفهُ شَطْرَ الخطابِ
ينامُ على وسادَتهِ نسيماً
ويصحو كالشروقِ من الحجابِ
يؤذنُ في صلاة الفجر شوقاً
ويدخلُ راكعاً من كل بابِ
وضوءُ الشمسِ يكتبهُ فقيداً
فيصمتُ رافضاً ردَ الجوابِ
فيا قمراً أعِدْ لي بَوْحَ رُوحي
وشِعري بينَ خفقاتِ الكتابِ
بلادي من رُكامِ الغيمِ صارتْ
ضباباً في ضبابٍ في ضبابِ
فلا مطراً لزيتوني رِواءٌ
ولازيتاً يُعبأُ في الخوابي
ولا أرضُ الفراتِ ترى زُروعاً
ولا حَوْرانُ تُفْتَنُ بالهضابِ
ولا الجولانُ تفديهِ رِمَاحٌ
وقد طالَ الأسى بعد الغيابِ
أضاعوا حقنا في كل وادٍ
وتاهوا في الدروبِ بلا عقابِ
وأقبلتِ الوحوشُ على حِمَانا
تُمَّزِقُ لحمنا فوقَ الروابي
“تي رمبٌ” في القضاءِ لنا مليكٌ
ونحن الراقصونَ على الخرابِ
ومالُ النفطِ ما ملكت يداهُ
ونحنُ العاشقونَ بلا حسابِ
(وقدسُ اللهِ) تشكو مَنْ سَبَاها
ومن أرخى العَنانَ إلى الكلابِ
وتلعنُ كل أفَّاكٍ بليلٍ
وقد أعطى الأمانة للذئابِ
وإن طالت يدُ الإرهابِ حتى
تلاقت والمصائبُ في ثيابي
(فإنَ غداً لناظرهِ قريبٌ)
فبابُ القدسِ يُفتَحُ بالحِرابِ
ويا وطني بذلْتُ إليكَ روحي
وأشعاري وأحلامَ الشبابِ
فلا تبخلْ علي بقوسِ نصرٍ
يُتَوِّجُ فرحتي قبلَ الترابِ
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more