أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، تناولا فيها مواضيع المنطقة الآمنة شرقي الفرات (شمالي سوريا) وشؤون ثنائية وإقليمية.
وحسب بيان للرئاسة التركية، أكد أردوغان لترامب أن إقامة المنطقة الآمنة شرط للقضاء على تهديد حزب العمال الكردستاني، الذي وصفه بالإرهابي، وشرط لتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
كما أكد الرئيس التركي أن بلاده أخذت الإجراءات اللازمة في سبيل عدم تجدد خطر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وأوضح أردوغان لنظيره الأميركي انزعاج بلاده من عدم وفاء واشنطن بتعهداتها لأنقرة، وقال بيان الرئاسة التركية إنّ أردوغان أبلغ ترامب بأنه “يشعر بالإحباط لفشل البيروقراطية العسكرية والأمنية الأميركية في تنفيذ الاتفاق” الذي أبرمه الطرفان في أغسطس/آب الماضي بشأن إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية مع تركيا.
وكانت تركيا تأمل انعقاد اجتماع بين ترامب وأردوغان حول سوريا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول الفائت، لكنّ ذلك لم يحدث.
لكن البيان التركي أوضح أن الزعيمين اتفقا على لقاء في واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وجاء الاتصال بين ترامب وأردوغان غداة تجديد الرئيس التركي تهديداته بشنّ عملية عسكرية “جوية وبرية” في سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة تنظيما “إرهابيا”.
وكان أردوغان حذر سابقا من أن صبر بلاده ينفد بعدما توصل مسؤولون أتراك وأميركيون لاتفاق على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، لكن هذا الاتفاق لم يطبّق حتى الآن. وقال الرئيس التركي في خطاب متلفز السبت “قمنا باستعداداتنا وأكملنا خطط العملية وأعطينا التعليمات الضرورية”، مضيفا أن الهجوم قد يبدأ “في أقرب وقت اليوم أو غدا”.
وبعد ساعات من هذا التهديد، طالبت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا -في بيان- المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي هجوم ضد مناطق سيطرة الأكراد.
وشنّ الجيش التركي هجومين في سوريا: الأول عام 2016 ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والثاني في 2018 ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وتمكن خلاله من السيطرة على منطقة عفرين (شمالي سوريا).
مقترح إيراني
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن طهران أبلغت أنقرة بأن السبيل الوحيد للحفاظ على أمنها هو استقرار القوات السورية في المناطق الحدودية مع تركيا.
وأضاف ظريف خلال كلمة في البرلمان الإيراني أن موقف بلاده من وجود القوات التركية في الأراضي السورية واضح، وأن إيران مستعدة للتعاون مع دمشق وأنقرة لحل الخلافات في هذا الموضوع.
وتعهد ظريف بألا تسمح بلاده باستغلال الجماعات الكردية الأراضي السورية لتحقيق أهدافها.
وأكد أن إيران مستمرة في احترام سيادة الدول على أراضيها، وأنها نبهت تركيا في اجتماعات أستانا إلى أن قراراتها ضد أمن سوريا وسيادتها غير مجدية.
المصدر: الجزيرة نت