أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن توقف العملية العسكرية “نبع السلام” في شمال شرق سوريا، وسط تهديدات أوروبية وأميركية بفرض عقوبات على تركيا.
وأضاف أردوغان -في خطاب ألقاه الجمعة في إسطنبول- “لن نوقف أبدا تلك الخطوة التي اتخذناها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية السورية”.
وأشار إلى أن تركيا تتلقى تهديدات من كل حدب وصوب تقول أوقفوا هذا التقدم، مشيرا إلى أن الغرب يكيل بمكيالين فيما يتعلق بتصنيف التنظيمات الإرهابية التي تستهدف بلاده.
وتابع أردوغان أن العملية العسكرية لا تستهدف الأكراد “فهم أخوة لنا”، بل تستهدف التنظيمات الإرهابية.
وقال إنه يرى أن السلام والأمن والرفاهية في هذه المنطقة الضاربة في القدم هي مفتاح السلام، مؤكدا أن وجود القوات التركية في سوريا ليس لتقسيمها وتجزئتها، بل لحماية حقوق كل من يعيش فيها.
من جانبه، دعا وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر اليوم أنقرة إلى وقف العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا، وقال إن الأتراك لم يظهروا أي مؤشر على استعدادهم لوقف الهجوم.
وأكد إسبر أن واشنطن “تعارض بشدة” الاجتياح التركي لشمال سوريا، مشيرا إلى أن بلاده لن تتخلى عن شركائها الأكراد.
وفي الوقت ذاته، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين اليوم الجمعة إن الرئيس دونالد ترامب فوض مسؤولين أميركيين بصياغة مسودة لعقوبات جديدة “كبيرة جدا” على تركيا، لكنه أضاف أن تلك العقوبات لن تطبق في الوقت الراهن.
وأفاد البيان أن المرسوم يهدف لمنع تركيا من استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية والأقليات الدينية والعرقية في سوريا، إلى جانب ضمان عدم إضرارها بنشاط قوات سوريا الديمقراطية في إطار محاربة الإرهاب.
وتستهدف العقوبات أفرادا وكيانات في الحكومة التركية تنتهك حقوق الإنسان أو متورطة في ممارسات تزعزع السلم والأمن والاستقرار في شمال سوريا. وتطال العقوبات أيضا كل من يتعامل مع الأفراد والكيانات التركية المستهدفة.
وأضاف البيان “نأمل ألا نضطر لاستخدامها لكن بمقدورنا أن نصيب الاقتصاد التركي بالشلل إذا أردنا”.
وفي هذا السياق أيضا، هددت حكومات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا بسبب عملية “نبع السلام”، ورفضت تحذير الرئيس التركي من أنه “سيفتح الأبواب” ويرسل ملايين اللاجئين إلى أوروبا إذا لم تسانده.
يشار إلى أن الجيش التركي بدأ الأربعاء الماضي عملية عسكرية أطلق عليها اسم “نبع السلام”، بهدف منع إقامة “ممر إرهابي” على حدوده الجنوبية، ومساعدة ملايين اللاجئين السوريين المقيمين على الأراضي التركية على العودة إلى تلك المنطقة.
المصدر: الجزيرة نت