مصير: خاص
مرت الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الانسان في العاشر من كانون أول/ ديسمبر بينما يعيش الانسان السوري أشد أنواع انتهاكات حقوق البشر، في تحدٍ صارخ، للشرعة الدولية الخاصة بحقوق الانسان، وسط صمت مطبق ومشبوه من العالم أجمع أنظمة وشعوبًا. والسوريون لم يعرفوا حقوق الانسان منذ أن أمسك حافظ الأسد بالحكم عام 1970، ومن ثم ابنه، فقد مورست كل أنواع الانتهاكات الصارخة بحق الانسان في الحياة. ضمن هذا السياق كان لابد من الوقوف مع الشخصية الوطنية المعروفة السيد مروان حمزة رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية، الذي تحدث بوضوح وصراحة عن واقع حقوق الانسان في سورية بظل حكم آل الأسد ليقول: للأسف الحالة مزرية في سورية وحقوق الانسان في الأرض من كل الجهات. فالحالة المعيشية الضاغطة على كاهل كل المواطن تجعله يركض لاهثًا من أجل تأمين لقمة عيش أبنائه، فالكهرباء غير المستقرة على مدار الساعة. والغلاء الفاحش نتيجة انهيار العملة المحلية مقابل الدولار بشكل مخيف. والخلل في مستويات دخل الفرد في سورية حيث غالبية الرواتب فيها لا تتجاوز ١٠٠ $ إلا نادرًا.
عدا عن الطوابير المتجمعة على أماكن الحاجات الضرورية يوميًا. كالخبز والغاز والمازوت والبنزين والسكر. ويزيد ذلك الاذلال الذي يتعرض له المواطن في هذه الأزمات المستمرة والتي تعد انتهاكًا صارخًا لكل مواثيق حقوق الانسان في العالم. إضافة للتضييق على معاملاته الرسمية الخاصة، كنقل العقارات وعقود الايجارات والوكالات كذلك، وضرورة الموافقات الأمنية على إتمام ذلك.” ثم تحدث عن حركة ونشاط المنظمة العربية لحقوق الانسان بقوله ” نحن نعمل وخاصة في محافظة السويداء ضمن سياسة غض الطرف، عبر نشاطات كثيرة تخص المناسبات العديدة التي أقامتها المنظمة. وذلك لتميز الحالة الأمنية الراكدة بالمحافظة حاليًا على العكس من باقي محافظات القطر. فقد كان لدينا الشهر الماضي وبداية هذا الشهر مزدحمًا بكل أنواع النشاطات واللقاءات والندوات والمعارض وخاصة في حملة_ ١٦ يومًا لمناهضة العنف ضد النساء _. والاحتفال بذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان.” ثم قال: ” نحلم عام ٢٠٢٠ بأن تكون حقوق الانسان قد تقدمت أشواطًا في سورية. من خلال خطط نسعى لرسمها مستقبلاً مع أعضاء مجلس الادارة وكل الزملاء في بقية الفروع بالقطر”. وعن إمكانية حركة أعضاء المنظمة فقد قال حمزة ” أنا شخصيًا ممنوع من السفر خارج القطر. وقد تم في العام الماضي إرجاعي من المطار في رحلة كانت إلى القاهرة لحضور مؤتمر الأمانات لمنظمات حقوق الانسان بمصر، بحجة أن هناك منع مغادرة بحقي من فرع فلسطين الذي اعتقلت فيه سابقًا عام ٢٠١٦، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على أعضاء مجلس الادارة. حيث أن ٣ منهم سافروا وشاركوا في أعمال اللجنة الدستورية، والتي عقدت في جنيف منذ فترة. وبالتأكيد لديهم الاستعداد للسفر إلى أي مكان لتمثيل المنظمة في مؤتمرات تتعلق بحقوق الانسان في العالم.” أما عن أوضاع محافظة السويداء وحقوق الانسان فيها فقال: ” تعيش السويداء حاليًا فلتانًا أمنيًا غير مسبوق. وذلك بسبب تفشي وجود عصابات امتهنت السرقة والخطف وتجارة السلاح والمخدرات وترويجها، وعصابات أخطر تمارس خطف المواطنين أمام أنظار الأجهزة الأمنية، والتي هي منذ بداية الأزمة أمنت لها الغطاء الملائم من خلال تغطية نشاطاتها المشبوهة، وتأمين بطاقات أمنية تساعدها في التنقل لإتمام صفقاتها الاجرامية. وهذه الأعمال مجتمعة تعتبر انتهاكًا فظيعًا لكل المواثيق الدولية والتي تجعل المواطن بالمحافظة غير آمن في كل سبل الحياة. حياته في خطر دائم أثناء تنقلاته، حيث إطلاق النار العشوائي هو السائد بكل المناسبات، وفي أصغر إشكال يحصل بين من يحملون السلاح. وحدثت سابقًا حوادث كثيرة سقط فيها العديد من الضحايا. ولعل تسيب الأجهزة الأمنية عن متابعة هذه الخروقات يساهم في ازديادها”.