فايز هاشم الحلاق
طَيْفٌ أَلَمَّ مع التِّطْوافِ بالحَرَمِ
يا ويْحَ قَلْبي طغى بالذَنْبِ والإثَمِ
السُّهْدُ في جَفْني والجِّسْمُ في أَلَمٍ
صارَ الكَرى أمَلي ألقاكَ في الحُلُمِ
إنْ كنتِ قاتِلَتي فها أنا طَوْعٌ
فالموتُ بالهَجْرِ مِثْلُ الموتِ بالفَحِمِ
يا لائِميْ في عِشْقِ الغِيْدِ مَعْذِرَةً
لو طارَ قَلْبُكَ كالعصفورِ لم تَلُمِ
ودَّعْتها والرَّكْبُ كانَ مُرْتَحِلًا
ودَّعْتُ نفسيْ بها فازْدَادَ بي سِقَمي
أرْجُوكَ ربِّي بعدَ الدّمْعِ مَغْفِرةً
اصفَحْ لعبدٍ بعدَ التّوْبِ والنَّدَمِ
ناديتُ يا ربِّي كلُّ الخُطاةِ أَنا
صَلّى عَلى هادِي الخُطاةِ بالكَلِمِ
ذاكَ اليتيمُ الذي طَاعَ الغَمَامُ له
والغَارُ بالعَنْكَبوتِ صارَ كالهرَمِ
مَنْ يعتلي ظهرَ البُراقِ في قدسٍ
يَهْدِي الوَرَى نُزُلًا للوحي بِالقَلَمِ
مُحَمّدٌ سيّدُ الخَلقِ الذي حلَّق الـ
ـــملائِكُ حَولَهُ في النُّورِ والظُّلَمِ
أتَى بكَ اللهُ في لَيْلٍ على ليلٍ
وأدُ الزُّهورِ وسَلْبُ الأهْلِ في ضِيَمِ
فالعَبْدُ يَعْبُدُ عبدَهُ على عَمَهٍ
بالجَهْلِ يَعْلو طُرًّا سائِرُ الصَّنَمِ
لا جَفَّ دمعُ الذي يَبْكي على حَجَرٍ
ماذا أفادَكَ مِنْ مالٍ ومِنْ شِيَمِ
تَهْفو إليكَ قلوبُ العالمين بما
آخيتَ مِنْ لَوْنٍ أو وحَّدتَ من أُمَمِ
والآلُ والصَّحْبُ الكِرامُ من حَوْلهِ
صدِّيقُهُ ثمَّ فاروقٌ بذي هِمَمِ
والصِهْرُ حَيْدَرُه المَسْنُونُ بتَّارٌ
يَفْدِيهِ مِنْ خَطَرٍ أو حافِظُ القِيَمِ
يا رّبِّ هيءْ لَنَا مِنْ يَنْصُرُ أحمَدًا
يا ربِّ جئناكَ نحمي رايَةَ الحَرَمِ