محمد علي الحايك
إلى التي عاشت في خاطري ربيعاً متجدداً
لملمتُ أحلامي بكفِّ صباحي
وفرشتُ من بوحِ الضياءِ بطاحي
وحملتُ وشوشةَ البراعمِ طفلةً
وصبيّةً غنّتْ بيومِ نجاحي
رسمتْ شبابيكُ البراءةِ حلمَها
بين الحقولِ الشافياتِ جراحي
وزوارقُ الشمسِ الفتيّةِ أغرقتْ
بحرَ الفضاءِ بلؤلؤِ الأرواحِ
تقفُ الغيومُ على مفارقِ حبّها
ظلاً يداعبُ طائراً بجناحي
ظلِّ كأعشاشِ الطيورِ مسامرٌ
لحنَ السواقي في خيوطِ صباحي
فرحُ المرايا في شغافِ خيالها
ولهيبُ روحي في اشتعالِ رياحي
رقصَ الزمانُ على رويِّ قصائدي
متدلّهاً كالطائرِ الصدّاحِ
صوتٌ يهرولُ في شوارعِ مهجتي
وبمقلتي حقلُ البنفسجِ صاحِ
تتعانقُ الكلماتُ حولَ مشاعري
والشعرُ أقبلَ رافلاً بوشاحي
سكرتْ برائعةِ اللقاءِ خميلةٌ
فتسابقتْ أرواحُها للراحِ
وتبرّجتْ فوقَ الغصونِ حمامةٌ
رشقتْ على ألوانها إصباحي
نثرتْ بمكنونِ الحنينِ هديلَها
فتبادلتْ رسلُ الهوى إصحاحي
ورسائلُ العشّاقِ أمرعَ دربُها
زهراً يُعطّرُ غدوتي ورواحي
حبٌّ يُزغردُ في حروفِ وصالها
يُحي بذاكرتي ندى أفراحي
وسفينةُ الروحِ انتشتْ كمسافرٍ
للشمسِ أسرجَ صيحةَ الملاّحِ
عودي كأحلامِ الربيعِ وغرّدي
كبلابلِ الأشواق في أقداحي
عودي فقنديلُ الحنينِ مُتيمٌ
بمدينةِ العشقِ الجميلِ وساحي
أنتِ المدينةُ، أنتِ مفتاحُ الهوى
أنتِ المنارةُ في دروبِ كفاحي
أنتِ القصيدةُ فوق كلِّ قصيدةٍ
حملتْ رؤايَ وقصتي وسلاحي