د محمد حاج بكري
معظم الأنظمة الديكتاتورية تتشابه اسباب انهيارها ولا تختلف كثيرا وتكاد تنحصر في ازمة الشرعية وفعالية النظام ومدى التماسك والتعاضد بين افراد العائلة المسيطرة وموضوع السيطرة ومقدرة السلطة.
عندما يتعرض بشكل عام اي نظام لهذه المعطيات فهو حتما في طريقه الى الانهيار ومصدر هذه المعطيات الرئيسي هو الفساد.
لم يقدم نظام الاسد الاب والابن تنفيذا لأي من الشعارات التي رفعوها على مدار نصف قرن
بل كان ديدن وجودهم الفساد الذي تجذر وضرب أوتاده في حياة السوريين وأصبح معظم الشعب مدان تحت الطلب وكان هذا مبدأ آل الأسد.
تمترس الفساد وتمكن من نخاع السياسة والاقتصاد في منظومة حكم الأسد وبدأ يأكل اسس النظام من الداخل وكانت هناك عوامل كثيرة تساعده فهو مبني على العلاقات الشخصية مع العائلة والتي ابتلعت الدولة تماما وعملت بكل ما أوتيت من قوه لتكريس هيمنتها على كافة الأصعدة وخاصة الاقتصادية ليتم افساد أجهزة الدولة بحالة شبه مطلقة.
كان فساد آل الاسد فساد مافيا حقيقية وتضرب الاقتصاد والشعور الوطني والانسجام بين افراد الشعب والتضخم والغلاء والخطط الاقتصادية والمحسوبيات وخلافه. الكثير من شبكات الفساد المنظم لآل الاسد تضمنت استثمارات النفط والاتصالات والقطاعات الخدمية والمصارف والاستيلاء على اراضي الدولة والمحصلة كل قطاعات المجتمع التي يمكن الاستفادة منها
هذا الأداء الاسدي لسورية تسبب في فقدان الشرعية والكفاءة فهم لم يحققوا أي وعد للشعب السوري بالإضافة الى الفقر والبطالة والفساد الاخلاقي والمخدرات وغيرهم.
ازمه التضامن والتكافل بين رموز العائلة بلغت ذروتها في الخلاف وكان التصارع على الثروة رغم العامل السياسي المتوفر وبقوة للخلاف فالمركب غارق والجميع يسعى للقفز منه أملا بالنجاة.
تمكن الاسد من اخراج منافسيه من الساحة لزيادة فرض سيطرته وليبقى الوحيد بدون منافسة من خلال خلق ازمة بين منافسيه واستخدم كل ادوات الثورة المضادة لضرب الثورة في صميم الاخلاق والمبادئ التي نادت بها وليفقد معظم الرموز والشخصيات مصداقيته امام الشعب.
حقيقة نظام الاسد يعاني من كل الازمات بالإضافة الى العوامل الخارجية وأي حركة حاليا تعرضه للزوال وتسرع في دفنه. والفساد كان العامل الرئيسي لهذه الأزمات مجتمعة والآن لا يملك الاسد ونظامه إلا الوقت القليل لتفتح سورية صفحة جديدة مع نضال قادم بصورة جديدة.