محمد علي
كشف مسؤولون أمنيون في محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، الأحد، عن تقدم جديد للقوات التركية داخل العراق، بعد اشتباكها مع مسلحي حزب “العمال الكردستاني” في منطقة حفتانين شمالي أربيل، سيطرت خلالها على ثلاث قرى متجاورة، وذلك بعد يوم واحد من عملية إنزال تمكنت خلالها قوات تركية خاصة من السيطرة على جبل “خامتير”، في قضاء سنجار شرقي دهوك، الذي يبعد نحو 5 كيلومترات عن أولى القرى المأهولة بالسكان.
وتدخل العملية العسكرية التركية البرية شمالي العراق يومها العاشر على التوالي، مسجلة بذلك أطول عملية عسكرية تركية تستهدف مسلحي حزب “العمال الكردستاني” المتحصنين داخل الأراضي العراقية، والتي يتخذونها منطلقاً لتنفيذ هجمات داخل الأراضي التركية، بحسب أنقرة.
ووفقاً لمسؤول أمني بارز في محافظة دهوك الواقعة على الحدود مع تركيا، فإن القوات التركية تشتبك وتتحرك بمناطق خالية من السكان المدنيين الذين نزحوا في الفترة الأخيرة من نحو 60 قرية حدودية، مشيراً إلى أن “المعلومات المتحصلة تفيد بأن القوات التركية سيطرت على ثلاث قرى في منطقة حفتانين، ونفذت عملية مسح فيها بعد اشتباكات جرت في اليومين الماضيين، ما اضطر مسلحي حزب العمال إلى الانسحاب إثر تكبده خسائر”.
وبحسب المسؤول ذاته الذي تحدث لـ”العربي الجديد”، شرط عدم ذكر اسمه، فإن “المعلومات الواردة أيضاً من تلك المناطق تفيد بمقتل عدد غير قليل من مسلحي حزب العمال الكردستاني، وهناك قصف جوي استهدف مستودع أسلحة للحزب، إذ استمرت الانفجارات بداخله لنحو نصف ساعة، يعتقد أنها ناتجة عن تفجير قذائف صاروخية وذخيرة بفعل القصف”.
من جهة أخرى، كشف المسؤول أن “حكومة الإقليم عازمة على عدم السماح بتوسيع رقعة العمليات العسكرية من خلال السماح لمسلحي حزب “العمال” بالانتقال إلى مناطق أخرى والتمركز فيها داخل الإقليم”، مبيناً أن “اللواء 80 في قوات البشمركة ينتشر حالياً على نطاق واسع من أجل ذلك”.
وقال مصدر أمني آخر في قوات الأمن الكردية (الأسايش) بمحافظة أربيل، لـ”العربي الجديد”، إن “القصف المدفعي والاشتباكات المتفرقة اضطرت عددا من سكان قرى حدودية مع تركيا إلى مغادرتها مؤقتاً، خاصة في ناحية باطوفا على الحدود”، مبيناً أن “قوات الأمن لا تسمح بعبور غير الأسر والمواطنين من سكان الإقليم القادمين من مناطق الاشتباكات إلى مناطق آمنة”.
في السياق ذاته، قال شهود عيان في بلدة زاخو العراقية، على الحدود مع تركيا، إن “حرائق واسعة في عدد من الغابات الواقعة شمالي المدينة التهمت مساحات خضراء بفعل الاشتباكات التي جرت مساء أمس السبت”.
وبحسب شاهد عيان من السكان المحليين بقرية وان شمالي زاخو، تحدث عبر الهاتف مع “العربي الجديد”، فإن مسلحي الكردستاني تراجعوا أيضاً في مناطق كانوا يوجدون فيها شمالي زاخوظ، وسط إجراءات من حكومة الإقليم لمنع وصول مسلحي الحزب إلى مركز مدينة زاخو المأهولة بالسكان.
في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة “البشمركة”، في إقليم كردستان العراق، اللواء بابكر فقي، اليوم الأحد، إن الجيش التركي توغل مسافة تتراوح بين 20 إلى 40 كيلومترا داخل العراق، كاشفاً في الوقت ذاته عن توغل إيراني أيضاً بعمق 10 كيلومترات ضمن منطقة قنديل العراقية، مع إنشاء الطرفين معسكرات جديدة.
وأوضح فقي، في تصريحات نقلها تلفزيون “رووداو” المقرب من حكومة إقليم كردستان العراق، أن العملية التركية أدت إلى قلق أمني في المنطقة المستهدفة، وتم تزويد الحكومة الاتحادية في بغداد بكل البيانات المتعلقة بها.
وبين أن الجيش التركي “لم يتجاوز المناطق الحدودية العراقية وتوغل في مناطق سندي وكلي وصولاً إلى مثلث خواكورك (العراقي الإيراني التركي)، والمناطق الأخرى التي تجري فيها العملية، وبمساحة توغل تتراوح بين 20 و40 كيلومتراً”، غير أنه أكد أنه “لم يكن هناك أي تنسيق بين إقليم كردستان وتركيا بخصوص العملية”.
بموازاة التوغل التركي، كشف المتحدث عن قيام إيران بقصف مناطق حاج عمران وأطراف منطقة قنديل بالمدفعية، كاشفاً عن توغل قوات إيرانية داخل الأراضي العراقية من إقليم كردستان لعمق 10 كيلومترات في سلسلة جبال قنديل، وإنشاء قواعد عسكرية في تلك المنطقة”.
وطالب كلاً من حزب العمال الكردستاني وتركيا بـ”احترام سيادة أراضي إقليم كردستان، قائلاً “للأسف، بدلاً من أن ينشط حزب العمال الكردستاني على أراضي تركيا، جاء ليستقر في المثلث الحدودي، ما يمنح تركيا مبررات لتنفيذ عمليات عسكرية في هذه المنطقة”.
المصدر: العربي الجديد