وقع أكثر من 100 نائب في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) الأحد، على مشروع قرار لمساءلة الرئيس حسن روحاني، حول عدد من الملفات.
وقالت وكالة “فارس” الإيرانية إن مشروع مساءلة الرئيس الإيراني يشمل ما اعتبروه أخطاء في توقيع الاتفاق النووي، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار، وارتفاع أسعار العقارات والسيارات. وقالت إن عدد النواب الذين وقعوا على مشروع المساءلة بلغ 120 نائباً، أي أن العدد تجاوز النصاب القانوني المطلوب لذلك.
ومنذ نهاية حزيران/يونيو أعلن نواب في البرلمان أنهم بصدد إعداد مشروع لمساءلة روحاني برلمانياً في حال لم يتم تقديم خطط لحل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد حاليا، في ظل العقوبات الأميركية الخانقة.
وسجل الريال الإيراني أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار، في السوق غير الرسمية على خلفية تداعيات اقتصادية متفاقمة جراء العقوبات الأميركية، وتفشي وباء كورونا، والقرار الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هجوم مجلس الشورى، الذي يسيطر عليه المحافظون المتشددون، لم يقتصر على روحاني. واتهم أحد قادة المجلس، وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بأنه إتبع سكة خاطئة في السياسة الخارجية ولم يهتم بملاحظات المرشد علي خامنئي التي كررها مراراً أثناء مفاوضات الاتفاق النووي.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية مجتبى ذو النوري خلال جلسة استماع لظريف الأحد، إن “مسار السياسة الخارجية الذي اتبعه السيد ظريف كان خطأ منذ البداية” وإن هذه السياسة “لم تحقق أيّا من الأهداف التي يتطلع إليها شعبنا”.
وأضاف أن خامنئي “أكد على اتباع سياسة الاعتماد على الداخل وحل المشكلات عن طريق الداخل والتعاون مع دول المنطقة، وبناء على مبدأ عدم الثقة بأميركا، لكن ظريف اتبع العكس تماماً”، حيث “ترك الداخل والمنطقة واستند على الغرب وأميركا في سياسته الخارجية”.
وقال ذو النوري: “ما تشهده البلاد من ظروف قاسية ناجم عن ثقة ظريف بمن كان لا ينبغي الثقة بهم”. وتابع: “نحن لا نعارض الدبلوماسية النشطة والتعاون مع العالم ولا ننادي بترك القضايا المهمة في الساحات الدولية، لكن ظريف إتبع المسار الأعوج، ولم يأخذ ضمانات في ما يخص الاتفاق النووي”.
وقال إن “ظريف فقد قدرته على المساومة مع أمريكا أثناء مفاوضات الاتفاق النووي لأنه لم يهتم بالشروط الـ 11 التي أعلنها المرشد”. ورأى أن ظريف “إستبدل 10 أطنان من اليورانيوم المخصب بيورانيوم خام وأخرج مفاعل أراك للماء الثقيل مما كان عليه”، و”قضى على مفاعل نطنز للتخصيب وقلص أجهزة الطرد المركزي من 19 ألفا إلى 5 آلاف ومائة جهاز”. ووصف الاتفاق النووي بأنه “مجرد خسارة للشعب الإيراني”.
من جهة ثانية، قال ظريف في تغريدة، إن إيران قد فعّلت آليات تسوية الخلافات في خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) 6 مرات على الأقل حتى الآن.
وكتب ظريف في تغريدة على “تويتر”: “لا تصدقوا الضجة الدعائية، فإن إيران قامت بتفعيل آلية تسوية الخلافات في خطة العمل المشترك الشاملة 6 مرات على الأقل في ما يتعلق بانتهاك التعهدات في الاتفاق النووي من قبل أميركا والدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي”.
المصدر: المدن