مرة أخرى توجّه “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام) رسائل إيجابية للغرب، تؤكد فيها أنها لا تشكل أي تهديد للدول الأخرى، وتطالب المجتمع الدولي بالتعاون معها لمواجهة نظام بشار الأسد ومساعدة السوريين في إدلب.
جاء ذلك في لقاء أجرته صحيفة سويسرية مع اثنين من قادة التنظيم المصنف على قوائم الإرهاب الدولية، حيث حذرت الحكومة التابعة له من أن نحو أربعة ملايين سوري يعيشون في مناطق سيطرتها في إدلب، معظمهم في المخيمات، يعانون ظروفاً انسانية صعبة تتفاقم مع تفشي وباء كورونا.
ونقلت صحيفة “Le Temps” السويسرية عن علي كدة رئيس حكومة الانقاذ التابعة ل”تحرير الشام”، أن “على الاتحاد الأوروبي أن يعرف حقيقة الوضع في سوريا، فالشعب السوري يريد السلام، لكن النظام مستمر في ممارسة الإرهاب، ونحن بحاجة إلى بناء علاقات دولية مع البلدان الأخرى لمواجهته”.
وأضاف كدة “نحن بحاجة إلى كل شيء، الماء والكهرباء والغذاء.. ويجب على الجميع العمل من أجل السوريين الذين لا يملكون شيء. من أجل ذلك، فإن على الامم المتحدة أن تنسق مع حكومتنا”.
لكن التصريح الأكثر بروزاً صدر عن عبد الرحمن عطون، المسؤول الشرعي في “جبهة الهيئة تحرير الشام، والذي أشار إلى ضرورة منح التنظيم الفرصة، مضيفاً “نعمل حالياً على تقديم صورتنا الحقيقية، هدفنا ليس تحسين هذه الصورة أو جعلها أكثر قتامة، بل إظهار الحقيقة فقط”.
وتابع عطون للصحيفة السويسرية الناطقة باللغة الفرنسية: “الناس هنا ليسوا كما كان عليه السكان في الرقة أيام خلافة تنظيم داعش، وهيئة تحرير الشام لا تشكل تهديداً للغرب”.
وكرّر عطون المطالبة بتقديم مساعدات عاجلة للسكان في إدلب، خاصة مع تصاعد انتشار فيروس كورونا، مؤكداً انفتاحهم على عمليات إعادة الإعمار في إدلب التي أكد المسؤول الشرعي للتنظيم أنها “بحاجة للمساعدات الدولية” وختم بالقول: “نحن بقينا آخر من قاتل النظام وميليشياته، لكن لن نتمكن من الاستمرار بمواجهته دون مساعدة”.
ومنذ مطلع العام 2020 تبذل قيادة “النصرة” جهوداً مضاعفة لتعزيز صورتها الجديدة التي تعمل على ترويجها، باعتبارها جماعات محلية إسلامية لا تحمل أجندة تتجاوز الحدود السورية، كما تركز بشكل واضح على توجيه رسائل إيجابية للغرب.
ففي شباط/فبراير الماضي، أجرى زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني لقاءً مع مجموعة الأزمات ومركز الحوار الإنساني في جنيف، تحدث فيه عن تطور فكر التنظيم.
وذكرت المجموعة أن “جبهة النصرة” تقدّم نفسها اليوم على أنها جماعة محلية مستقلة بالفعل عن تنظيم “القاعدة”، ونقلت عن الجولاني قوله: “لقد كنت متأثراً ببيئة سلفية جهادية أفرزتها الرغبة بمقاومة الاحتلال الأميركي للعراق، ولكن اليوم أصبحت الوقائع التي تجري على الأرض هي ما يؤثر في تشكيل سياساتنا”.
المصدر: المدن