تسليمًا بقضاء الله وقدره ينعي (ملتقى العروبيين السوريين) إلى شعبنا السوري، وأمتنا العربية المناضل الكبير خالد الذكر والسيرة المحامي نجيب ددم الذي وافته المنية صباح اليوم (الأحد 17 صفر 1443 المصادف 04 تشرين الأول/ أكتوبر 2020) في مدينة غازي عنتاب/ تركيا بعد صراع مرير مع المرض في السنوات الأخيرة من حياته، متأثرًا بما حلّ ببلده وشعبه وأسرته من كوارث ومصائب تنوء بحملها الجبال.
لقد كان الراحل الكبير شخصية وطنية وعروبية متميزة، ومناضلاً عريقًا في كل معارك الحرية والديمقراطية في سورية، وفي مقدمة المناضلين والمعارضين لنظام الاستبداد الشمولي، منذ أن كان شابًا يافعًا، واشتهر بشجاعته الفذة، ومواقفه الصلبة في مواجهة نظام الطغيان والتسلط والفساد، وناله الكثير من بغيه وظلمه، واعتقله تعسفيًا عشر سنوات في زنازينه، بسبب انتمائه ونشاطه في صفوف (التجمع الوطني الديمقراطي).
ويشهد كل من عرف المناضل الراحل النجيب نجيب ددم بدماثة أخلاقه وتواضعه الجم، وسعة أفقه وصدره، في علاقاته ومواقفه مع الناس عمومًا، وفي حواراته مع الآخرين، ورفاق النضال والأصدقاء والخصوم، وتفهمه لحقهم في الاختلاف في الرأي والموقف.
لقد نشط وناضل الراحل الخالد طوال حياته في صفوف حزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، وكان واحدًا من أبرز قادته ومثقفيه، وعضوًا في مكتبه السياسي، قبل أن يستقيل في ذكرى ميلاده السبعين فاسحًا الطريق لجيل جديد من المناضلين تجدد دماء الحزب وحيويته، وظل إلى آخر يوم في حياته يتابع الحياة السياسية وتطورات الثورة ضد نظام الأسد الإرهابي ويدلي بآرائه ويحض على متابعة ملحمة الثورة حتى اجتثاث الدولة المتوحشة من جذورها وأسسها العميقة، خصوصًا أنه محام وناشط حقوقي شهدت ساحات القضاء في سورية فصولًا من نضاله ودفاعه عن الحق والعروبة، وظل الى آخر يوم في حياته يحض على مقاومة الاحتلالات الاجنبية لسورية، من الايرانيين والروس وغيرهم.
غادرنا اليوم المثقف والمحامي والحقوقي المناضل النجيب أبو عبد الرحمن للقاء ربه شهيدًا مقبلاً غير مدبر، وإلى مستقر رحمة الله في جنان الخلد مع الصالحين والشهداء الأبرار، مخلفًا وراءه فراغًا كبيرًا.
وداعاً أيها الثائر الأصيل. أيها المحارب القديم.
وداعًا أيها الانسان الرقيق اللطيف النبيل.
وداعاً أيها العروبي العريق الملتزم.
سيظل اسمك مكتوبًا بأحرف من نور في قائمة الوطنيين الكبار والمناضلين الخالدين بإذن الله.
المصدر: موقع ملتقى العروبيين