مرت خمسة أيام على إعلان وفاة وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، ولا زال النبأ يشغل حيزاً واسعاً من مداولات الأوساط السورية.
عكس تاريخه الواضح في عالم السياسة، وتدرجه في المناصب منذ دخوله السلك الدبلوماسي شاباً في العام 1964، لا تتوفر معطيات عن مدى انخراط المعلم في عالم المال.
لكن ظهور رجل الأعمال محمد حمشو في مراسم دفن جثمان المعلم، أعطى مؤشراً أولياً على أن للمعلم صلة بعالم المال.
مشاركة حمشو في حمل التابوت، وتصدره لمراسم الدفن، أثارت الشكوك والتساؤلات معاً، حول طبيعة العلاقة التي تجمعه بالمعلم.
علاقة متجذرة
وقائع سابقة، تدلل على صلة قوية تربط المعلم وعائلته، بحمشو، ففي العام 2013، شاركت شذى ابنة المعلم في حفل تنكري باذخ أقامته زوجة حمشو، رانيا الدباس، تحت عنوان “حريم السلطان” في يعفور، وتصدرت صورتها في حينها مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ارتداء المشاركات لأزياء مستوحاة من المسلسل التركي الشهير “حريم السلطان”.
شذى الابنة الوحيدة للمعلم، وزوجة عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها، وسام الطير، لم تكن لتشارك في هذا الحفل، لولا العلاقة القوية التي تربط عائلتها بعائلة حمشو.
وبخصوص ذلك، يرى دبلوماسي سوري منشق، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “من الطبيعي أن يسعى الأثرياء ورجال الأعمال إلى تقوية علاقتهم بالخارجية، نظراً لأن هكذا علاقة تعني الحصول على التسهيلات الخارجية المتعلقة بالمشاركة في المؤتمرات والمعارض والاستثمارات في الخارج”.
ويضيف لـ”اقتصاد”: “كانت وزارة الخارجية تدعو بعض رجال الأعمال للمشاركة في استقبال الوفود الخارجية، والدعوة غالباً تحددها قوة العلاقة التي تربط رجل الأعمال بالوزارة”.
وبناءً على ذلك، من غير المستبعد أن تُفسر العلاقة بين المعلم وحمشو على هذا النحو، يستدرك الدبلوماسي: “الخارجية السورية كانت تشارك في إدارة غرف الصناعة والتجارة، والمعلم كان ينأى بنفسه في العلن، عن أي تفصيل متعلق بالمال”.
يتردد على نطاق ضيق، أن لأبناء المعلم طارق وخالد، شراكة تجارية مع حمشو. وبخصوص ذلك، يقول الدبلوماسي: “لا معلومات واضحة عن أعمال المعلم التجارية وعائلته”.
يضيف: “المعلم دبلوماسي استمر في العمل لنحو أربعة عقود، وقاد هذا السلك في بلد ينخره الفساد”.
يتابع: “للمعلم واجهة في الوزارة، وهو هشام القاضي، ويُعتقد لدرجة القناعة بأنه كان واجهته الاقتصادية”.
هشام القاضي.. مفتاح الوزير
بحسب الدبلوماسي، بدأ القاضي عمله في الخارجية السورية بصفة موظف محلي في الاستعلامات (مقسم الخارجية)، وانتقل إلى واشنطن مع المعلم عندما تقلد الأخير منصب سفير سوريا في الولايات المتحدة.
القاضي، المنحدر من بلدة سرغايا بريف دمشق، كان يحمل جواز سفر دبلوماسي، وكان له مكتب مستقل بعد تسلم المعلم مهام وزارة الخارجية في العام 2006.
يقول الدبلوماسي: “عاينت شخصياً، كيف كان ينتظر السفراء قبل الدخول لمكتب القاضي الذي يحمل شهادة الابتدائية!”.
ويضيف بنبرة هادئة: “أنا من الدبلوماسيين الذين قدموا الهدايا لـ (هشام القاضي).. هدايا فاخرة. وغيري اضطر لدفع أموال طائلة لـ (القاضي)، في سبيل الحصول على منصب في السفارات السورية”. يستدرك: “المعلم كان يقول لمراجعيه شوفوا هشام القاضي”.
القاضي، شارك أيضاَ في حمل تابوت المعلم، وكان من أوائل المشاركين في مراسم الدفن.
المصدر: زمان الوصل