من داخل الغوطة المحاصرة، ومن جوانية الصمود الأسطوري، الذي يسجله ناس الغوطة جميعًا، عسكريين ومدنيين، وضمن حالة وطنية سورية غاية في الصعوبة، تحاورنا مع المهندس الأستاذ أكرم طعمة نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، وسألناه العديد من الأسئلة التي يود القارئ السوري معرفتها، لما للغوطة من مكان ومكانة في قلوب الناس خارج وداخل الغوطة. وقلنا له هل تعتقد بأن الأميركان سيوجهون ضربة للإجرام الأسدي؟ وما توقعاتكم لإمكانيات صمود أهلنا في الغوطة الشرقية؟ ومن ثم هل يمكن أن يعيد الثوار فتح الطريق لإعادة وصل ما انقطع في الغوطة؟ وكذلك عن دور الحكومة السورية المؤقتة وكيف يتجسد ضمن هذه الظروف الصعبة لأهلنا في الغوطة؟ وما مدى كفاية ما دخل إلى الغوطة من مساعدات أممية؟ وهل يكفي دوما مثلاً؟ وإلى أي حد يمكن أن يكون موضوع التهجير (لا قدر الله) متقبلًا من قبل الناس في الغوطة.؟ حيث أجابنا بقوله ” سكان الغوطة اختاروا الصمود ومتمسكون بأرضهم وأوطانهم وإرادتهم مازالت قوية كالفولاذ، مهما اشتد كربهم، رغم شعورهم بالضيق من الحصار وشدة القصف، وخذلان المجتمع الدولي لهم، والعالم يتابع آلاف الصور التي تصلهم من الغوطة الشرقية، فالصورة وصلت والأدلة دامغة على إجرام الأسد، وخيبة أملنا كبيرة في أميركا ومجلس الأمن، الذي لم يستطع تنفيذ قراره 2401 إلى الآن”. وأضاف قائلًا ” لا توجد إرادة قوية لردع إجرام الأسد والاجرام الروسي، لكن إرادة الثوار لم تنكسر والحمد لله، وإمكانية إعادة وصل مناطق الغوطة مع بعضها مازالت قائمة”. وعن دور الحكومة المؤقتة قال ” خلال هذه الحملة شكلت الحكومة لجنة الطوارئ المركزية برئاسة نائب رئيس الحكومة، وعضوية محافظ ريف دمشق و رؤساء المديريات والهيئات الحكومية كالصحة والتعليم والخدمات، وكانت مهمتها دعم لجان الطوارئ الفرعية عن طريق رفع الاحتياجات الضرورية لبلدات الغوطة الشرقية، وتأمين الأموال اللازمة وتوزيعها على هذه اللجان، مع أنها كانت بالحد الأدنى، لأن هذه الحالة الطارئة التي تمر بها الغوطة، تعجز عنها دول، فكيف بالغوطة المحاصرة، لكن مكتب الحكومة في مسرابا استمر دوامه من دون توقف، وبوجود محافظ ريف دمشق، وبعض رؤساء المديريات لمعالجة كل ما نستطيع من آثار هذه الحملة الهمجية على الغوطة، إضافة إلى إصدار البيانات والتقارير الإعلامية”. وعن حال المساعدات الأممية التي وصلت أكد طعمة أن ” المساعدات الأممية توزع وجبة شهريًا لكل عائلة في مناطق النظام، بينما في الغوطة وجبة واحدة لكل 15 عائلة وكل أربعة أشهر وحتى ستة أشهر بسبب معارضة النظام لإدخال القوافل، وحصة العائلة لا تكفيها 3 أيام”. ثم تابع تأكيده على أن أهل الغوطة صامدون وقال ” كما ذكرت فإن جميع سكان الغوطة متمسكون بأرضهم وبيوتهم، ومستعدون لأن يدفنوا تحت أنقاض بيتهم على أن يخرجوا منها، ونرفض سياسة التهجير القسري التي يمارسها النظام وبدعم ايراني وروسي وبمخالفة واضحة للقوانين والأنظمة الدولية”.