الشاعرة نائلة الإمام
توارَ أيُّها الشّعرُ بعيدًا عن مآسينا
وخلِّ الدمعَ يكتُبنا بنزفٍ من مآقينا
وخلِّ الآهَ داميةً تُحشرجُ في مراثينا
توارَ أيُّها العنّينُ تزييفاً وتزيينا
وأنتَ وأهلكَ الغاوون في ماضٍ تهيمونا
لنا شعرٌ بحبرِ الدمّ نُبدعُهُ أفانينا
على وقعِ البراكينِ وتحتَ الردم ِنادينا
وعينُ رضيعةٍ شخصتْ على الأنقاضِ تنعينا
وتنعي عالماً يهوي على آكام بانينا
وهولُ قيامة تعدو على أشلاءِ عانينا
فلا كفُّ لتسعفنا ولا آسٍ يُداوينا
تعالى الشعرُ نزعُ الروحِ قد بلغتْ تراقينا
وضيقُ الصبرِ في نزقٍ متى بالنصر تجزينا
سيصحو الشرقُ في فجرٍ تسرّبَ من روابينا
ويتبعُ خطونا صُعُدا ويقبسُ من تفانينا
ويرفضُ عسفَ أقدارٍ برسمٍ من أعادينا
فيخلعُ بردة ًرثَّتْ وقهراً كاد يُصمينا
يغيِّبُ من أصالتنا ويزرعُ إرثهُ فينا
رعاعٌ من حظائره كما نشأتْ تربِّينا
سيصحو الشرقٌ في وقعٍ ل(صُورٍ)من تنادينا
لموتٍ كنا نحياهُ فباتَ اليومَ يُحيينا
مزاميرٌ سيتلوهُا على الأزمانِ راوينا
فما منْ ثورة إلاّ على إيقاع ِحادينا
توهّجَ حبرهُا نوراً يخلِّدنا يزَّكينا
على مهجٍ ترتّله دواويناً دواوينا