بشكل مفاجئ اختفت واحدة من أكبر الصفحات التي تروج الشعارات الانتخابية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، بعد بيان غامض تداولته وسائل إعلام رسمية تبرأت من الصفحة.
وانتشرت خلال الأيام القليلة الماضية صفحة بعنوان “سوا 2021” في استجرار للشعار الانتخابي الذي طرحه الأسد في انتخابات العام 2014. وكانت تروج للأسد كمرشح وحيد وشرعي، وتداول منشوراتها عاملون في وسائل إعلام رسمية، بما في ذلك مقطع فيديو مصور بطريقة احترافية، وإن كان مضمونه يثير الضحك، تحدث عن الصمود أمام المؤامرة الكونية، مصوراً الحرب في سوريا كلعبة ورق، تقوم خلالها دول عربية وغربية بالتآمر على سوريا قبل احتراق أوراق المتآمرين أمام “الصمود” الرسمي.
تنويه هام من مصادر مؤكدة: تظهر بين فترة وأخرى صفحات على موقع فيسبوك تحمل أسماء متعددة تشير بشكل أو بآخر إلى الانتخابات…
وفيما كانت الصفحة تنشر كواليس من القصر الجمهوري ومقاطع فيديو غير منشورة في أي مكان آخر، فإنها كانت تضع إعجاباً بصفحة المستشارة الإعلامية للأسد، لونا الشبل، التي باتت، منذ أشهر، مستشارة إعلامية خاصة في رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى مهامها كمديرة للمكتب الإعلامي والسياسي في القصر الجمهوري، في خطوة بدت تهميشية للمستشارة “القديمة” بثينة شعبان. وليس واضحاً مدى تبعية الصفحة للشبل، لكن أسلوب في النشر أوحى بأنها صفحة رسمية.
ومساء الثلاثاء، نقلت وسائل إعلام شبه رسمية عن مصادر وصفتها بالمؤكدة أن “صفحة سوا 2021 لا تعبّر عن أي نشاط رسمي بخصوص الانتخابات الرئاسية”، وانتشر التنويه في الصفحات الموالية قبل أن يتم حذف الصفحة فوراً.
وجاء في التنويه: “ثمة صفحات في موقع فايسبوك تظهر بين فترة وأخرى تحمل أسماء متعددة تشير بشكل أو بآخر إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، كان آخرها صفحة تحمل اسم سوا 2021. من المهم التأكيد أن هذه الصفحة وغيرها لا تعبّر عن أي نشاط رسمي بخصوص الانتخابات الرئاسية”، مع التأكيد أنه “ليست هناك أي صفحة ذات صلة بهذا الاستحقاق المقبل سوى صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية”.
ويثير الانتباه، اهتمامُ القصر الجمهوري بصفحة ما في مواقع التواصل، لدرجة إصدار بيان عنها يشير إليها بالاسم، لأن ذلك يبقى خارجاً عن المألوف. وما يثير الاستغراب هو أن الصفحة حُذفت بالتزامن مع إصدار البيان. فيما أشار موقع “روسيا اليوم” الحليف للنظام إلى أن عدداً من الصحافيين الذين استقبلهم بشار الأسد مؤخراً ساهموا في الترويج للصفحة، في ما بدا “أنه نوع من التمهيد للانتخابات المقبلة التي لم يحدد أي موعد لها، وإن كان مقرراً أن تنطلق تحضيراتها منتصف نيسان/أبريل المقبل”.
وربما كان هناك سوء تنسيق أدى إلى إطلاق الحملة بشكل مبكر، إذ كانت التسريبات الخاصة بلقاء الأسد مع إعلامييه الشهر الماضي، تفيد بأن موعد إطلاق الحملة الانتخابية للأسد لن يكون قبل آذار/مارس المقبل. أو أن الصفحة المذكورة لم تحقق الدرجة المطلوبة من الانتشار والفعالية، وجوبهت بكمّ هائل من السخرية، بسبب الخطاب الخشبي والمباشر الذي تبنته في منشوراتها اليومية.
المصدر: المدن