لا يستطيع أحد أن ينكر أنّها كانت سبع سنوات من الألم والقهر والحسرة والأسى والموت والتهجير لكنّها أبداً لم تكن سبع سنوات عجاف ولا بأيّ شكل من الأشكال، فقد بدأت بقلوب مفعمة بالأمل والثورة ولا تزال كذلك، ولن تنتهي إلّا على تلك الشاكلة، ولو تخلّلها الكثير من الوجع والانكسارات فالدمّ الذي جرى ليسقي الأرض السوريّة المباركة لا بدّ سيزهر وروداً وزنابق وإن تأخّر ربيعه، وما زرعه الشهداء والمعتقلون والأحرار سينبت شجراً باسقاً ويؤتي أكله عاجلاً أم آجلاً، والدمع الذي سال سيعدّل ملوحة الأرض بحلاوة العيون التي ذرفته ليجعلها أكثر خصباً وإنتاجاً يكفي أنّ تلك السنوات السبع أنزلت الكثيرين من الكتّاب والشعراء والفنّانين والنخب والمشايخ من أبراجهم العاجيّة إلى أسفل سافلين، وزلزلت طبقات الكون بالغناء الصادح للحريّة ولعنة الأب وابنه، ورفعت قلوب وأصوات البسطاء ووجوههم الطيّبة إلى أعلى عليّين سبع سنوات كشفت زيف هذا العالم المنافق الذي يرفع شعارات الحريّة والديموقراطيّة فقط للاستهلاك الإعلامي سبع سنوات خسرنا فيها الكثير، ولكنّنا ربحنا أنفسنا وضمائرنا، وتماهينا فيها مع أخلاقنا التي نذرنا أرواحنا وقلوبنا لها دون طمع بأيّ شيء سوى الحريّة لنا وللآخرين، بينما ربح البعض الكثير وخسروا أنفسهم وضمائرهم الميتّة أصلاً سبع سنوات من الثورة والحبّ، ستتوّج حتماً بالنصر القادم لا محالة، فانتظروا .
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more