خالد الخطيب
أعلن النظام السوري عن افتتاح معبر الترنبة-سراقب شرقي إدلب الاثنين، بهدف استقبال النازحين الراغبين بالعودة إلى قراهم وبلداتهم في منطقة “خفض التصعيد” في أرياف حلب وحماة وإدلب، في حين نفت المعارضة السورية خروج أي شخص من المعبر في اليوم الأول من افتتاحه.
وكانت الأمانة العامة لمحافظة ادلب التابعة للنظام قد أعلنت الانتهاء من التجهيزات في المعبر في 21 شباط/فبراير، وقالت المحافظة إنه “تمّ تجهيز طاقم طبي مع عيادة متنقلة وسيارة إسعاف مجهزة لاستقبال الأهالي الراغبين بالعودة، إضافة إلى تجهيز الهلال الأحمر العربي السوري فرقاً ستكون مهمتها تقديم المساعدة، كما جهزت المحافظة مركزاً للإقامة المؤقتة للعائلات الراغبة بالعودة في حي السبيل بمدينة حماة”.
ونفى مدير “منسقو استجابة سوريا” محمد حلاج في حديث ل”المدن”، “خروج أي مدني من مناطق شمال غرب سوريا إلى مناطق سيطرة النظام السوري. وقال: “ليس هناك أي تحركات للمدنيين باتجاه المنطقة التي تم افتتاح المعبر بها”. وأشار إلى أن “المساعي التي تبذلها روسيا لإخراج النازحين والمهجرين من مناطق المعارضة سوف تفشل كما حصل في المرات السابقة”.
وفي حال أرادت العائلات النازحة العودة عبر ممر الترنبة-سراقب، فإن النظام لن يسمح لها بالعودة مباشرة إلى قراها وبلداتها التي هُجرت منها، إنما سيتم ذلك على مراحل وفق مخططات محافظة إدلب.
في المرحلة الأولى سيتم إسكان العائدين في مدينة حماة، وفي المرحلة الثانية سيتم نقلهم إلى بلداتهم في حال لم تكن مصنفة كمناطق عسكرية يُمنع على المدنيين دخولها، وبطبيعة الحال ستخضع العائلات للتفتيش والتدقيق الأمني، ويتم ذلك من خلال لجان مشكلة من شخصيات موالية في كل بلدة سيطر عليها النظام في منطقة خفض التصعيد في محيط إدلب، ولهذه اللجان دور في التعرف على الأشخاص المتعاملين مع المعارضة أو المتعاطفين معها.
وقال نائب المسؤول السياسي في “لواء السلام” هشام سكيف ل”المدن”، إن “مهزلة المعابر التي يعلن النظام عن افتتاحها كل فترة دعاية ساذجة، وعرفناها منذ أيام حلب الشرقية”. وأضاف “لا يمكن ان نتصور من حيث المبدأ ان نظاماً يقتل شعبه بكل الوسائل يصبح رحيماً بشكل مفاجئ”.
وتابع سكيف: “الأمثلة كثيرة عن نازحين ومهجرين عادوا إلى مناطق سيطرة النظام خلال السنوات الماضية، ولمسوا الكذب والخداع عن قرب بعد أن تعرضوا لأبشع أنواع التضييق، اعتقل أبناؤهم وسيق آخرون الى التجنيد”.
وكان محافظ ادلب محمد نتوف قال في تصريح خاص لصحيفة “الوطن” الموالية، إن “ما بين 55 إلى 60 في المئة من الأهالي عادوا إلى مناطقهم، وهذه النسبة مرشحة للارتفاع بشكل كبير مع إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية”.
لكن المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب ناجي مصطفى قال ل”المدن”، إن “الجميع يعلم أن الشرط الأساسي من أجل عودة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم هو رحيل النظام ومليشياته التي هجرتهم في وقت سابق”.
وأضاف “فضّل النازحون الخيام والبرد والمعاناة على البقاء في مناطق تحكمها المليشيات بالحديد والنار، وبالتالي لا يتعلق الأمر بتوفر الخدمات والبنى التحتية التي يروج النظام لعودتها بعد أن دمرها بشكل ممنهج”. وتابع مصطفى: “نلفت الانتباه إلى الوضع الكارثي الذي يعيشه السوريون في مناطق سيطرة نظام الأسد من الناحية الأمنية والمعيشية والاجتماعية، وهو ما يدفع بالآلاف للمخاطرة والهروب عبر ممرات التهريب الى مناطقنا المحررة”.
وقال مهجر من خان شيخون فضّل عدم ذكر اسمه، ل”المدن”، إن “هناك أعداداً هائلة من السوريين ينتظرون فرصة للخروج من مناطق سيطرة النظام”. وأضاف “يدفع الشخص الواحد مئات الدولارات للمهربين ويعرّض نفسه للخطر من أجل الخلاص من الفقر والملاحقة الأمنية، فهل يعقل أن يكون لدي أو لدى أمثالي من المهجرين رغبة بالعودة إلى مناطق التخويف والتجويع؟، وهل يعقل أن أعود إلى خان شيخون في ظل هذا الوضع الكارثي الذي خلقه النظام المجرم؟”. وتابع: “مدينتي تتقاسم منازلها الآن مليشيات النظام الإيرانية والروسية”.
المصدر: المدن